للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - رد كل الشبهات والشكوك، ومجادلة المخالفين بالحجة والبرهان، ودحض ادعاءات المنكرين والمكذبين بأسئلة تتوخي زعزعة تقاليدهم ومعتقداتهم الباطلة، وتهدف إلى توجيههم للنظر في آيات الله، من أجل بناء قناعات ومواقف صحيحة (١).

[المطلب الثاني اليوم الآخر في القرآن الكريم]

حظي ركن الإيمان باليوم الآخر، بعناية خاصة، ورعاية فائقة، ولذا نجد القرآن الكريم "كله من فاتحته إلى خاتمته مملوء بذكر أحوال اليوم الآخر وتفاصيل ما فيه، وتقرير ذلك بأصدق الأخبار، وضرب الأمثال للاعتبار" (٢).

ومن هنا حظيت "عقيدة المعاد بنصيب وافر من الآيات القرآنية، فلا تكاد تخلو سورة من سور القرآن الكريم من بضع آيات تتكلم عن عالم الآخرة حتى إنه قيل: إن عدد الآيات التي أخبرت عن المعاد على نحو التصريح أو التلويح، قد بلغ أكثر من ألف آية" (٣).

ولما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - آخر الأنبياء والمرسلين، وعلى أمته تقوم الساعة، كثر الحديث عن الآخرة، والبحث من تفاصيلها، حتى جاء مفصلاً مبيناً موضحاً بأخبار لا تقبل التشكيك ولا الرد، ولا التأويل ولا الصد.

"والمتتبع لطريقة القرآن الكريم في مجادلة خصوم العقيدة، يجد أن الاهتمام باليوم الآخر أخذ قسطاً واسعاً من تلك الحجج والبراهين الدافعة لمنكري اليوم الآخر " (٤).

وكذا المتتبع يرى أن القرآن الكريم،" قد أحاط بكل شبهات المشركين ورد مقولاتهم الآثمة، وأراهم المستقبل أمامهم كأنهم يشاهدونه في الدنيا حتى لا تبقى لهم حجة ولا شبهة " (٥).


(١) إسحاق رحماني: دراسة عن أسلوب الحوار في القرآن الكريم، مقال مقدم في موقع النور الاليكتروني للدراسات الحضارية والفكرية.
(٢) حافظ الحكمي: معارج القبول، دار ابن القيم - الدمام، ط ١ ١٤١٠ هـ، (٢/ ٧٦٢)
(٣) موسى الكعبي: المعاد يوم القيامة، مركز الرسالة، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، ص (٢٦)
(٤) غالب عواجي: الحياة الآخرة، دار لينه - مصر، ط ١ ١٤١٧ هـ (١/ ٧٣)
(٥) مصطفى عبد الواحد: الإيمان في القرآن، دار الرائد العربي، ١٩٨٦ م، ص (١٧١)

<<  <   >  >>