[٤ - أنه سبب لحل جميع المشكلات]
كل ما يعترض المرء من مشكلات الحياة المادية، والنفسية، والاجتماعية , يجد لها حلاً في الإيمان بالله تعالى , والرضا عنه، ثم الإيمان بالآخرة , التي فيها مستقر النفوس، وذها ب الأحزان، واكتمال الأفراح.
فكل ما نقص من لذائذ الدنيا عند المؤمن , يعوضه الله تعالى به نعيما يسعد به في الآخرة.
إن الإيمان، والرضا، واليقين، والإرادة، مع طهارة القلب , أسباب تعين بعد الله تعالى , على تجاوز العقبات , والقفز على المشكلات.
وهذا يبين بوضوح أن المنهج الإسلامي هو المنهج الواقعي، الذي يتغلغل في أعمال النفس البشرية , فيحيي فيها الأمل , ويشيع فيها أنوار العمل نحو المستقبل الباهر.
لقد قفز الإسلام على جميع المناهج الأرضية , التي سعت لإسعاد البشرية وحل مشكلاتها , لكن دون جدوى , فلم تحظ البشرية في ظل النظم الأرضية , إلا بالنكبات والويلات التي انعكست فيها الصورة , فظهر الإسعاد في صورة شقاء , واللذة في صورة عناء؛ لأنها لم تحظ بما حظي به المنهج الإسلامي الرفيع , من العناية بحاجات الأفراد, والاهتمام بحاجات المجتمع , والتوفيق بين الحاجات والقيم.
إن المشكلات في هذا الزمان، أصبحت أكثر تعقيداً مما كانت عليه سابقاً؛ نظراً: للتطور الباهر المذهل في التقنية الحديثة , وظهور كثير من المستجدات التي عجز البعض عن مواكبتها، والتوافق معها، فظهرت في هذه الأزمان المتأخرة مشكلات اجتماعية، وأخلاقية، ونفسية , حطمت كيان الأفراد , وهدمت أركان المجتمع؛ لأنها لم تخضع لميزان الأخلاق والأدب الإسلامية.
لقد تناول المنهج الإسلامي هذه المشكلات وأوجد لها الحلول , وكان في نظرته للأمور، وحله للمشكلات , أكثر عمقاً وأدق تفصيلاً، وهذا يعطينا حكما قاطعاً، بأن هذه المشكلات وغيرها من مشكلات الحياة، من الجهل والمرض والفقر , لا يمكن أن تحل إلا في ظل تطبيق الشريعة الإسلامية والعقيدة الصحيحة التي يجتمع تحت سقفها أهل الإسلام , فهي كفيلة بحل جميع هذه المشكلات، والتأريخ خير شاهد، وأصدق برهان.