أحدهما: أن الحياة الآخرة هي الحياة؛ لأنها لا تنغيص فيها ولا نفاذ لها، أي: لا يشوبها ما يشوب الحياة في هذه الدار، فيكون الحيوان مصدرًا على هذا. الثاني: أن يكون المعنى أنها التي لا تفنى ولا تنقطع ولا تبيد، كما يفنى الأحياء في هذه الدنيا، فهي أحق بهذا الاسم من الحيوان الذي يفنى ويموت ". ابن القيم: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، ص (٨٠) وقال الأمام القرطبي: " قال بعضهم: الدنيا إن بقيت لك لم تبق لها، وأنشد: تروح لنا الدنيا بغير الذي غدت ... وتحدث من بعد الأمور أمور وتجري الليالي باجتماع وفرقة ... وتطلع فيها أنجم وثغور فمن ظن أن الدهر باق سروره ... فذاك محال لا يدوم سرور عفا الله عمن صَيّر الهمَّ واحدًا ... وأيقن أن الدائرات تدور قلت: وهذا كله في أمور الدنيا من المال الجاه والملبس الزائد على الضروري الذي به قوام العيش، والقوى على الطاعة، وأما ما كان منها لله فهو من الآخرة، وهو الذي يبقى " القرطبي: الجامع الأحكام القرآن (١٣/ ٣٦١).