[المطلب الأول مذهب أهل السنة والجماعة في اليوم الآخر]
الناس مختلفون في الإيمان باليوم الآخر، مع كثرة أدلته، ووضوح دلالته ووفرة الشواهد الحسية والعقلية على وقوعه وحتميته، ومع تأييد نبض النفس البشرية، والفطرة الإنسانية على حقيقته. رغم ذلك انحرفت بعض الفطر، وضلت بعض العقول، فأصبحت تعيش بأجسادها تهيم كالأنعام بل هم أضل.
ومع أن هذا المقام الغيبي، واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار، إلا أن طوائف أنكرت، وأخرى تأولت، وفي هذا يقول الإمام ابن تيمية: " افترق الناس في هذا المقام ثلاث فرق:
- فالسلف والأئمة وأتباعهم: آمنوا بما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر، مع علمهم بالمباينة التي بين ما في الدنيا، وبين ما في الآخرة وأن مباينة الله لخلقه أعظم
- والفريق الثاني: الذين أثبتوا ما أخبر الله به في الآخرة، من الثواب والعقاب، ونفوا كثيرا مما أخبر به من الصفات، مثل طوائف من أهل الكلام.