للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيخبر عن المعاد بطريق مباشر، وذلك: ببيان إمكانه، والإخبار بتحقق وقوعه، وإقامة البراهين الكافية لإثباته، بما يدفع كل لبس وشبهة، ويسقط معها كل جدال وافتراء، وكذا يخبر القرآن عن المعاد بطريق غير مباشر حيث يتمثل في تصوير واستعراض مشاهد القيامة، غير ملتفت إلى المنكرين وإن كان المقصود في النهاية التأثير عليهم (١).

وكذا يخبر القرآن من ذكر أقوال الكفار وحججهم، فيجادلهم تارة في التوحيد، وتارة في النبوات، وتارة في المعاد، وتارة في الشرائع، بأحسن الحجج وأكملها، كما قال تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (٣٣)} [الفرقان:٣٣] ... (٢).

ولذا فإن في القرآن من ذكر المعاد وتفصيله، وصفة الجنة والنار، والنعيم والعذاب، ما لا يوجد مثله في التوراة والإنجيل (٣).

إذن: فخصائص القرآن الكريم ومميزاته وطرائقه تقوم على أمور منها (٤):

١ - الثراء والتنوع والتكرار الجاذب للنفوس.

٢ - ملاءمته للفطرة، وخلوها من التعقيد، ومناسبتها للجميع.

٣ - اليسر في المضمون، والوضوح في اللفظ والمعنى.

٤ - حشد الأدلة البراهين للدلالة على المقصود، بأسلوب مقنع، مستند على المنطق السليم، والبرهان الصحيح.


(١) بدرية العثمان: من بلاغة القرآن ا لكريم، دار الراية - الرياض، ط ١ ١٤١٧ هـ، ص (٨٣ - ٨٦).
(٢) ابن تيمية: الجواب الصحيح دار العاصمة، السعودية، ط ٢ - ١٤١٩ هـ (١/ ٢٢٩).
(٣) ابن تيمية: الجواب الصحيح: دار العاصمة، السعودية، ط ٢ - ١٤١٩ هـ (٢/ ٧٩)
(٤) محمد ملكاوي: عقيدة التوحيد في القرآن، مكتبة دار الزمان، ط ١ ١٤٠٥ هـ، ص (٣٢٧)، خالد حمدان: الإقناع أسسه وأهدافه، بحث مقدم من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية - غزة ١٤٢٦ هـ.

<<  <   >  >>