للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- واغتنام الفرص للتوجيه والإرشاد والإصلاح، فحين سأل القوم عن الأهلة ناسب التوجيه نحو السلوك الصحيح ومجانبة السلوك غير السوي، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٨٩)} [البقرة:١٨٩].

- والتوجيه إلى عدم تبديد الطاقة العقلية فيما لا طائل تحته، كمن يسأل عن أمور لا يستطيع العقل إدراكها وفهمها لأنه أكبر من قدراته مهما بلغت، وأعظم من أن يصل إليها بعلومه ومعارفه، قال تعالى: ... {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥)} [الإسراء:٨٥].

ومن أوجه البيان والهداية في طرائق القرآن الكريم:

ما انطوى عليه هذه الكتاب العزيز من معالم الأكوان والغائبة والشاهدة، والماضية والحاضرة والمستقبلة، وما فيه من سرد أخبار الماضيين، وبيان عوالم يوم الدين، كل ذلك بأسلوب أخّاذ، يهذب النفوس، ويجذب القلوب وينير العقول.

نجد هذه المعالم والعوالم مبثوثة في كتب الله تعالى، تتكرر في أكثر من موضع لا يجد القارئ إملالاً من كثرة التكرار، فإن في التكرار يتعاظم النفع من الزجر والوعظ (١).

ولما كان المقصود الأعظم من القرآن بيان المبدأ والمعاد (٢)، استفاضت أخباره وتكرر في القرآن بيان أحواله. فالقرآن الكريم يشير إلى المعاد بطرق كثيرة ويتحدث عن الآخرة بأساليب عديدة.


(١) الباقلاني: الانتصار للقرآن، دار ابن حزم - بيروت، ط ١ ١٤٢٢ هـ (٢/ ٨٠٠).
(٢) السيوطي: قوت المغتذي على جامع الترمذي، تحقيق في رسالة علمية، بجامعة أم القرى، كلية الدعوة وأصول الدين، ١٤٢٤ هـ (٢/ ٧٢٥).

<<  <   >  >>