للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد حكى القرآن الكريم جملة من المناظرات، وأوجها من المجادلات منها حكاية المناظرة بين الملائكة وإبليس، وكذا المناظرة بين إبراهيم الخليل والنمرود، قال الإمام القرطبي بعد حكاية هذه المناظرة: " وتدل على إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة، وفي القرآن والسنة من هذا كثير ممن تأمله " (١).

ومن أوجه الهداية والبيان في طرائق القرآن الكريم:

معالجة القرآن الكريم لكثير من القضايا المجتمعة عن طريق السؤال والجواب، والقرآن فيه الكثير من هذه الإجابات لكثير من الأسئلة التي كانت تلامس حياة الناس، وقد تميزت إجابات القرآن الكريم بمجموعه ميزات وخصائص (٢) منها:

- اتصالها بالواقع إذ تستمد الإجابات من واقع السائلين، ومما يدور ويجري في حياتهم، فإذا سألوا عن الخمر والميسر، كانت الإجابة موجهة للرجوع إلى الواقع، والنظر إلى ما تحدثه الخمر وما يؤدي إليه الميسر في واقع حياتهم، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة ٢١٩]، ثم قال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (٩١)} [المائدة:٩٠ - ٩١].

- والإقناع العقلي، فلا تجد العقول غضاضة في قبولها والتسليم بها.


(١) القرطبي: جامع لأحكام القرآن، دار الكتب المصرية - القاهرة، ط ٢ - ١٣٨٤ هـ، (٣/ ٢٨٦).
(٢) أحمد ضليمي: السؤال في القرآن الكريم، مقال ضمن مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، العدد ١١١، ١٤٢١ هـ، ص (٢٩٥).

<<  <   >  >>