للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن مصير الإنسان ومعاده بعد موته من كبريات المسائل التي شغلت الفكر الإنساني من حين وجوده، ولذا اختلفت تصرفات الأمم في تعبيرهم عن مصائر البشرية، ومن منطلقات وتفكير كل أمة في مصائرهم، أصبح تعاملهم تجاه أجسادهم مرهوناً به، ولذا فإن من ا لحقائق الكبرى التي أجمع عليها مؤرخو الأديان هي أنه ليس هناك جماعة إنسانية، بل أمة كبيرة ظهرت وعاشت ثم مضت دون أن تفكر في مبدأ الإنسان ومصيره، وفي تعليل ظواهر الكون وأحداثه (١).

وقد تأثرت سلوكيات هذه الأمم واختلفت طبيعة تعاملاتها، بناء على نتاج الفكر الإنساني، وما توصل إليه في أمر المعاد بعد الموت، ولذا ظهرت لبعضهم طقوس خاصة تتعلق بدفن الإنسان بعد موته، أو تحريقه وغير ذلك مما يتناسب مع الفكر والديانة التي تحملها كل طائفة.

وتظهر حقيقة هذه الأفكار حين يتعمق الإنسان في البحث عن مصادر الفكر الإنساني في العصر الحاضر وفي الزمن الماضي السحيق، فتظهر له حقيقة هذه الأفكار والعقائد، وتتبين له طبيعة الحياة التي كانوا يعيشونها فالتعرف على عقائد هذه الأمم يميز بوضوح أصالة العقيدة الإسلامية منذ نشأة الإنسان، وتميزها على الشرائع والديانات.


(١) دراز: الدين، دار القلم - الكويت، دون ذكر رقم الطبعة وتاريخها، ص (٣٨).

<<  <   >  >>