بناء على القانون الذي اخترعتموه، وآمنتم به إيماناً جازماً، فيما يتعلق بالعلوم الكونية، وهو قانون (القصور الذاتي) الذي ينص على: أن كل ساكت يبقى على سكوته حتى يحركه محرك، وكل متحرك يمضي في حركته واتجاهه، فلا يقف عن حركته، ولا يلوي عنها إلا بعامل يسكنّه، أو يحوله عن اتجاهه، وهذا يعني: أن الجسم الساكن سوف يظل ساكناً، والمتحرك يبقى متحركاً ما لم تؤثر فيه قوة تحركه (١).
فبناء على هذا القانون يرد هذا التساؤل:
عناصر الأرض الميتة (أوكسجين + أوروجين) وهما جماد، كما تقولون - ونحن معكم أيضاً - فإذا نزل الماء الجماد المركب من عنصرين ميتين على الأرض الميتة، سرت فيها الحياة -كما تقولون في علم الأحياء ونحن معكم- وقد سبق القرآن العزيز بتقرير ذلك أكثر من مرة:{وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}[الروم:٢٤]، فمن الذي أخرج الماء الميت المركب من عناصر ميتة، والأرض الميتة من موتها؟ ومن الذي بعث الحياة في هؤلاء العناصر والأموات؟
فإن أجبتم بأنه القوي الباطن الذي لا تدركه الأبصار القادر الظاهر البارئ، لما نرى من مخلوقات وآثار، الذي وصف نفسه بقوله:{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} أكملنا بكم الآية الكريمة من سورة الروم ١٩ {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩)} وهنا لزمكم الاعتراف بالخالق الباعث. وإن عجزتم عن الإجابة: أحلتكم عن مواطن الإجابة مسطورة ومنشورة ومرئية ومسموعة، لكي تنظروا بأعينكم في هذا الكون المملوء بالآيات والآثار والظواهر والأسرار، {انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ... [يونس:١٠١] {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠)} [الذاريات:٢٠].
(١) انظر: موقع واتا: الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب، مقال الدكتور: مسلم المياح، بعنوان قوانين الحركة لنيوتن، بتاريخ: ٢/ ٤ /٢٠١٠. (www.wata.cc)