فهؤلاء المكذبون من المشركين قالوا مثل ما قال الأولون من الأمم المكذبة بالبعث، قالوا: أنبعث إذا كنا تراباً وعظاماً، فاستبعدوا ذلك وأنكروه، وقال: لقد وعدنا ووعد آباؤنا من قبل بالبعث بعد الموت، فلم نر له حقيقة وقالوا:{إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}: يعني: ما سطره الأولون في كتبهم من الأحاديث والأخبار التي لا صحة لها ولا حقيقة.
ثم رد المولى جل وعلا على هؤلاء المنكرين بالبعث بقوله: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٨٥)} [المؤمنون:٨٤ - ٨٥]، أي: أفلا تعتبرون أن من خلق ذلك وابتدأه وملكه، أنه يقدر على إحيائكم بعد مماتكم، وإعادتكم خلقاً كما كنتم (١).
٣ - قال منكرو البعث: إن أمر البعث فرية لا صحية لها: