للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثاني: من ذكر شبهة، وإن كانت في آخرها تعود إلى مجرد الاستبعاد (١).

وقد بين لنا القرآن الكريم سبب استبعادهم وكفرهم وعنادهم فقال: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (٥)} {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ} ق ٥. والحق: هو القرآن , وقيل: الإخبار بالبعث، ولذا دلهم بعد هذه الآية على دلائل قدرته تعالى على البعث فقال: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (٦) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٧) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٨) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (١١)} [ق: ٦ - ١١] (٢).

فهذا هو المعاد الذي أخبرت به الرسل، فهو برئ من كل أنواع الاعتراضات، وضروب الإلزامات، فلا مطمع للعقل في الاعتراض عليه ولا يقدح فيه بشبهة واحدة (٣).


(١) الرازي: مفاتيح الغيب، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط ٣ ١٤٢٠ هـ (٢٦/ ٣٠٩ بتصرف)
(٢) النسفي: مدارك التنزيل (٣/ ٣٦٢)، ابن كثير: تفسير ابن كثير ت: سامي سلامة (٧/ ٣٥٩)
(٣) ابن القيم: مفتاح دار السعادة، دار الكتب العلمية - بيروت، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، (٢/ ٣٥)

<<  <   >  >>