للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ويطلق أيضاً على النوم والبل، قال الفيروز أبادي: ومات: سكن، ونام وبلى (١).

- ويطلق على الخضوع والاسترخاء، قال الصاحب بن عباد: وقيل: هو الخاضع الذليل، واستمات الشيء، استرخى (٢).

فمدار لفظ (الموت) في لغة العرب يدور على هذه المعاني، وإن كان المعنى المشترك المستعمل في لفظ الموت في أكثر الموارد يراد به المعنى الأول، وهو ذهاب القوة عن الشيء، وإن كان لكل مورد لوازم تخصه، وتميزه عن الآخر.

ج. وذكر الأئمة أن الموت يتنوع بتنوع الحياة (٣):

- فموت يكون بإزاء القوة النامية الموجودة في الإنسان والحيوان والنبات نحو قوله تعالى: {يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [ق:١١].

- وموت يكون بزوال القوة الحاسة نحو قوله تعالى: {يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} [مريم:٢٣].

- وموت يكون بزوال القوة العاقلة وهي الجهالة، نحو قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} [الأنعام:١٢٢].

- وموت يكون بإزاء الحزن المكدر للحياة، نحو قوله تعالى: {يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} [إبراهيم:١٧]

د. وذكر بعض المفسرين أن الموت يرد في القرآن على أوجه عديدة منها (٤):

- الموت نفسه، ومنه قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران:١٨٥].

- والنطفة، ومنه قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} {وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ} البقرة ٢٨.

- والجدب، ومنه قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ} [آل عمران:١٤٣].

- والجماد، ومنه قوله تعالى: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ} [النحل:٢١].


(١) الفيروز أبادي: القاموس المحيط، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط ٨ ١٤٢٦ هـ (١/ ١٦٠).
(٢) الصاحب بن عباد: المحيط في اللغة، مطبعة المعارف - بغداد، ط ١ ١٣٩٥ هـ (٢/ ٣٨٤).
(٣) الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن، دار القلم - دمشق، ط ١ ١٤١٢ هـ، ص (٤٧٩).
(٤) ابن الجوزي: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر (٥٧١).

<<  <   >  >>