للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - ذكره باسمه ومشتقاته وأوصافه وأحواله بكثرة في القرآن العظيم، فقد ذكرت كلمة الموت وما اشتق منها في آيات القرآن الكريم: مائة وخمسا وستين (١٦٥) مرة، في مائة واثنتين وأربعين (١٤٢) آية، في ثلاث وخمسين (٥٣) سورة، منها أربعة وثمانون موضعاً (٨٤) مكيا، وواحداً وثمانون موضعاً (٨١) مدنيا (١).

٣ - التأكيد عليه في كل مناسبة تقتضي ذلك، وله صور كثيرة منها:

- أنه في حال تكذيب المشركين بالبعث كما في قوله جل وعلا: {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (١٠)} [السجدة:١٠]، يؤكد القرآن قبض أرواحهم ورجوعهم إلى ربهم، يقول جل وعلا: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١)} [السجدة:١١].

ففي هذه الآية "أمر الله تعالى نبيه أن يخبرهم بجملة الحال غير مفصلة، فبدأ بالإخبار من وقت يفقد روح الإنسان إلى الوقت الذي لا يعود فيه إلى ربه فجمع الغايتين الأولى والآخرة" (٢).

وقال الإمام الرازي:" فإن قيل: هم أنكروا الإحياء، والله ذكر الموت وبينهما مباينة؟ نقول: فيه وجهان: أحدهما: أن ذلك دليل الإحياء، ودفع استبعاد ذلك فإنهم قالوا: ما عُدم بالكلية، كيف يكون الموجود عين ذلك؟ فقال: الملك يقبض الروح والأجزاء تتفرق، فجمع الأجزاء لا بُعد فيه، وأمر الملك برد ما قبضه لا صعوبة فيه أيضاً، فقوله: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ} أي: الأرواح معلومة، فترد إلى أجسادها" (٣).


(١) عادل كمال حاج: الموت في القرآن الكريم، بحث علمي مقدم لجامعة أم درمان الإسلامية - قسم التفسير، ١٤٢٧ هـ، ص (١٠)
(٢) ابن عطية: المحرر الوجيز، دار الكتب العلمية - بيروت، ط ١ ١٤٢٢ هـ (٤/ ٣٦٠)
(٣) الرازي: مفاتيح الغيب، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط ٣ ١٤٢٠ هـ (٢٥/ ١٤٣).

<<  <   >  >>