للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالوا: إن الله سبحانه وتعالى يكمل لهم عقولهم، ليوفوا بذلك منزلتهم وسعادتهم، ويلهمون الجواب عما يسألون عنه، قال الإمام القرطبي: "وهذا مما تقتضيه ظواهر الأخبار، فقد جاء أن القبر ينضم عليه كما ينضم على الكبار ... عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: إن كان ليصل على النفوس ما أن عمل خطيئة قط، فيقول: اللهم أجره من عذاب القبر" (١) (٢).

وقالوا: وقد دلت الأحاديث الكثيرة أنهم يمتحنون في الآخرة، فإذا امتحنوا في الآخرة، لم يمتنع امتحانهم في القبور.

الثاني: أنهم لا يمتحنون ولا يسألون، وأفتى به جماعات من أهل العلم (٣) فهم آمنون من ذلك، لأنهم غير مكلفين.

وقالوا: إنما يكون السؤال لمن عقل الرسول والمرسل فيسأل: هل آمن بالرسول وأطاعه أم لا؟

وأجابوا عما ورد في الأثر، بالدعاء للطفل بأن يقي عذاب القبر: بأنه ليس على ظاهره، فليس المراد بعذاب القبر فيه عقوبته ولا السؤال، بل قد يراد به الألم الذي يحصل للميت بسبب غيره، وإن لم يكن عقوبة على عمله، ففي القبر من الآلام والهموم والحسرات، ما قد يسري أثره إلى الطفل فيتألم به، فيشرع للمصلي عليه أن يسأل الله تعالى له أن يقيه ذلك العذاب (٤).


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب عليه ح (١١٥٨٧).
(٢) القرطبي: التذكرة، مكتبة دار المنهاج - الرياض، ط ١ ١٤٢٥ هـ، ص (١٤٣)
(٣) السيوطي: الحاوي للفتاوى: (٢/ ٢١٢)، عز الدين: قواعد الأحكام: (٢/ ١٦٧)
(٤) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (٤/ ٢٧٧ - ٢٨٠)، ابن القيم: الروح: ص (٨٧)، السيوطي: الحاوي للفتاوى: (٢/ ٢١٢)، ابن حجر الهيثمي: الفتاوى الفقهية،: (٢/ ٣١).

<<  <   >  >>