ففي حواره مع المنكرين، يخاطبهم بالدلالات العقلية، والنفسية، والأفاقية التي متى تأملها المرء قادته إلى الحقيقة التي لا ريب فيها، واليقين الذي لا شك فيه، وهو إثبات يوم يجمع الله تعالى فيه الأولين والآخرين ليجازيهم بما عملوا.
ولذا لما ذكر الله عز وجل دلالة الأنفس في سياق مجادلة المنكرين قال بعدها جل وعز:: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٧)} [الحج:٦ - ٧].
ويؤكد القرآن الكريم على هذه القضية في أعقاب القصص القرآني، فحين قص القرآن الكريم قصة أصحاب الكهف، أردفها المولى جل وعلا ببيان الحكمة العظمى من سردها وإيرادها، وهو قوله تعالى:{وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا}[الكهف:٢١]، وهذا الحرف المشار إليه في هذه الآية الكريمة، قد تعدد وروده في القرآن لتأكيده وليدل على وقوع القيامة حتماً، فقال تعالى في دعاء المؤمنين: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (٩)} [آل عمران:٩].