للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه إحدى الروايات الواردة في السنة المطهرة في تحديد مسافة الحوض واختلفت الروايات في تحديد مسافة الحوض كالآتي (١):

١ - أنه ما بين صنعاء وأيلة.

٢ - أنه ما بين صنعاء والمدينة.

٣ - أنه ما بين عدن وعمان.

٤ - أنه ما بين صنعاء وبصرى.

٥ - أنه ما بين أيلة وعدن.

٦ - أنه ما بين الكوفة والحجر الأسود.

٧ - أنه ما بين الكعبة وبيت المقدس.

٨ - أنه ما بين جرباء وأذرح.

٩ - أنه ما بين الجابية وصنعاء.

١٠ - أنه ما بين صنعاء ومكة

١١ - أنه ما بين البيضاء وبصرى.

وكذا اختلفت الروايات بالزمان، فقيل: مسيرة شهر، وقيل: شهران وقيل: ثلاثة.

ومع تضافر هذه الروايات الصحيحة في بيان مسافة الحوض، إلا أنه الناظر فيها ربما يجد نوعاً من التضارب بين هذه الروايات، الأمر الذي استدعى العلماء للقيام ببيان أوجه الجمع بين هذه الروايات، مع علمنا ويقيننا بأن النصوص القطعية الثابتة لا تتناقض، وأنه متى حصل هذا التناقض الظاهر، فمرجعه لفهم الناظر لا لصدق المنظور فيه، ولذا صرح أساطين العلماء بأنه مع كثرة الروايات في قدر الحوض ومسافته إلا أنها ليست موجبة للاضطراب

يقول الإمام القرطبي:" ظن بعض الناس أن في هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطراباً واختلافاً، وليس كذلك " (٢)، ولذا قال القاضي عياض عن هذا الاختلاف في الروايات هي:"من اختلاف التقدير، ليس في حديث واحد فيحسب اختلافاً واضطراباً من الرواة، وإنما جاء في أحاديث مختلفة عن غير واحد من الصحابة سمعوه في مواطن مختلفة" (٣)، ويقول الإمام أحمد القرطبي: " وقد ظن بعض القاصرين، أن ذلك اضطراب، وليس كذلك " (٤).


(١) العيني: عمدة القاري، دار إحياء التراث العربي - بيروت: (٢٣/ ١٣٧)، الصالحي: سبل الهدى والرشاد، دار الكتب العلمية - بيروت، ط ١ ١٤١٤ هـ، (١٢/ ٤٦٦)
(٢) القرطبي: التذكرة، مكتبة دار المنهاج - الرياض، ط ١ ١٤٢٥ هـ، ص (٧٠٦).
(٣) القاضي عياض: إكمال المعلم، دار الوفاء -مصر ط ٢ - ١٤٢٥ هـ (٦/ ٩٢).
(٤) القرطبي: المفهم، دار ابن كثير - دمشق، ط ٥ ١٤٣١ هـ (٦/ ٩٢).

<<  <   >  >>