للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينبغي أن يُعلم: أن هذه الحياة لا تستحق اسم الحياة، قياساً بالحياة الآخرة ... فالذي وفق في حياته بإحسان العمل، وإخلاص التوحيد، وسلامة القلب، وصفاء النية، قدم على تلك الدار ناسياً بلاءه، تاركاً خلف ظهره جميع آلالمه وأحزانه، قائلاً قول المؤمنين: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤)} [فاطر:٣٤].

ويزيد حبوره، ويشتد سروره، حين يسمع المنادي: «يُنَادِي مُنَادٍ: إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا «(١).


(١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في دوام ينعم أهل الجنة ح (٢٨٣٧).

<<  <   >  >>