للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا النظر وغيره، مقتضٍ لمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - والمحبة الصادقة متقضية للإتباع والاستقامة والالتزام، على منهجه - صلى الله عليه وسلم - وهذا هو الثراء المعرفي، الموجب للأثر التعبدي وغيره.

٣ - أما الثراء المعرفي المتعلق بمعرفة دلالات النصوص الشرعية، والوقوف على مراميها، واستظهار حكمها وأحكامها، فإنه كذلك موجب للأثر التعبدي وغيره. فإن من عرف دلالات النصوص، ووقف على دقائقها واستشف أعماقها , أوجبت له خضوعاً، وانكساراً، واعترافاً، بجلال وكمال المُرسِل والمُرسَل، وازداد يقينه، وقوي تصديقه بالنصوص الشرعية.

وأما تكوين الثراء المعرفي، المتعلق بمعرفة دلالات النصوص فهو بحاجة إلى:

- همة عالية، وشغف بالعلم، وسعي حثيث لطلبه.

- وعالم متميز متخصص ميسر للعلوم، مقرب للمعاني.

- مع كثرة النظر والطلاع.

- وصحبة صالحة، تعين على مواصلة العلم.

- بناء مكتبة متنوعة، تعين على تكوين الثراء المعرفي.

إن تكوين الثراء المعرفي، له طرقه وسبله الوفيرة، وقد أُلفت فيها المؤلفات وأفردت فيها المصنفات، ولمبتغي الخير، والزيادة، والإفادة، التماسها والنظر فيها.

لا ريب أن تكوين هذا الثراء المعرفي، يتبعه أثر معرفي موجب للأثر التعبدي وغيره.

فإذا علمت أن الله جل جلاله، الملك الحق المبين، فآمنت بالملك الإلهي المطلق، والعدالة الإلهية المطلقة، التي لا يمكن أن يضيع معها حق، أو يهضم معها نصيب، قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (١٢٤)} [النساء:١٢٤].

وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧)} [النحل:٩٧].

وقال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (١٩)} [الإسراء:١٩].

<<  <   >  >>