للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذان الأصلان هما: الحياة والنور، "فبالحياة تكون قوته، وسمعه وبصره، وحياؤه، وعفته، وشجاعته، وصبره، وسائر أخلاقه الفاضلة ... ومحبته للحسن، وبغضه للقبيح، فكلما قويت حياته، قويت فيه هذه الصفات وإذا ضعفت حياته، ضعفت فيه هذه الصفات ... وإذا قوي نوره وإشراقه انكشفت له صور المعلومات وحقائقها على ما هي عليه، فاستبان حسن الحسن بنوره، وأثره بحياته، وكذلك قبح القبيح" (١).

فصلاح القلب هدف وغاية، فإن "المقصود بالأعمال كلها، ظاهرها وباطنها؛ إنما هو صلاح القلب وكماله، وقيامه بالعبودية بين يدي ربه وقيومه ... وإلهه" (٢).

"وفي القلب بروج، وهي برج الإيمان، وبرج المعرفة، وبرج العقل، وبرج اليقين، وبرج الإسلام، وبرج الإحسان، وبرج التوكل، وبرج الخوف وبرج الرجاء، وبرج المحبة، وبرج الشوق، وبرج الوله، فهذه اثنا عشر برجاً بها دوام صلاح القلب" (٣). وكذا من موجبات صلاح القلب:

- قراءة القرآن بالتدبر، والتفكر فيه.

- إطعام المسكين، ومسح رأس اليتيم.

- قيام الليل وإحياؤه بالعبادة.

- التضرع عند السحر.

- مجالسة الصالحين.

- ترك الخوض مع الناس فيما لا يعني.

- أكل الحلال، ومحاسبة النفس.

يقول أبو عثمان الحيري:" صلاح القلب في أربعة خصال: في التواضع لله والفقر إلى الله، والخوف من الله، والرجاء في الله" (٤).

فالإيمان باليوم الآخر له أثره على قلب الفرد، فإنه يوجب صلاح القلب وسعادته، وذلك بغرس القيم، وتأله القلب لله تعالى، ويوجب تطهيره من دنس الأعمال الرذيلة، والعقائد الفاسدة، والظنون السيئة الخبيثة والعواطف الشهوانية الفاسدة المنحرفة، ومن جملة المعاصي والسيئات، فيعيش المرء هادئ البال، مطمئناً سعيداً.


(١) ابن القيم: إغاثة اللهفان، مكتبة المعارف - الرياض، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها (١/ ٢٠).
(٢) ابن القيم: بدائع الفوائد، دار الكتاب العربي - بيروت، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها (٣/ ١٩٢).
(٣) الخلوتي: روح البيان، دار الفكر - بيروت، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، (٦/ ٢٣٧).
(٤) الأصفهاني: سير السلف الصالحين، دار الراية - الرياض:، ص (١١١٩).

<<  <   >  >>