للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن كل ما يؤمله المرء، من خير يرجوه، أو نعيم تهفو النفس إليه، لا يحصله إلا بتمام التعلق بالله تعالى والافتقار إليه، "فإن علامة الخير، وزوال الشدة، إذا تعلق القلب بالله تعالى تعلقاً تاماً، وانقطع عن المخلوقين" (١)، قال تعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١١٨)} [التوبة:١١٨].

فحين يوقن المرء، بألاّ مفزع، ولا مهرب، ولا منجا من الله إليه، يأتي الفرج القريب، والنصر العجيب، فهؤلاء المخلفون، "لما صدق منهم اللجاء، تداركهم بالشفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحق يكور نهار اليسر، على ليالي العسر، ويطلع شموس المحنة، على نحوس الفتنة، ويدير فلك السعادة، فيمحق تأثير طوارق النكاية، سنة منه تعالى لا يبدلها، وعادة منه في الكرم، يجريها ولا يحولها" (٢).


(١) السعدي: تيسير الكريم الرحمن، مؤسسة الرسالة، ط ١ ١٤٢٠ هـ، ص (٣٥٤).
(٢) القشيري: لطائف الإشارات، الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر، ط ٣، (٢/ ٧١).

<<  <   >  >>