للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن أنجع دواء للتوبة، معرفة أسباب الداء، ثم القضاء عليه، فسبب الإصرار على الذنوب، والبعد عن علام الغيوب: الغفلة والشهوة، ولا يضاد الغفلة إلا العلم، ولا يضاد الشهوة إلا الصبر على قطع الأسباب المحركة للشهوة، "فلا دواء للتوبة، إلا معجون يعجن من حلاوة العلم ومرارة الصبر" (١).

ولذا كان مجمل ما ينبغي على العبد في التوبة، وما تعلق بها عشر خصال (٢):

١ - فرض عليه ألاّ يعصي الله تعالى.

٢ - إن ابتلى بمعصية لا يُصرُّ عليها.

٣ - التوبة إلى الله تعالى منها.

٤ - الندم على ما فرط منه.

٥ - عقد الاستقامة على الطاعة إلى الموت.

٦ - خوف العقوبة.

٧ - رجاء المغفرة.

٨ - الاعتراف بالذنب.

٩ - اعتقاد أن الله تعالى قدَّر ذلك عليه، وأنه عدل منه.

١٠ - المتابعة بالعمل الصالح؛ ليعمل في الكفارات لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا «(٣).

وأولى ما يدفع المرء إلى التوبة، خوف خاتمة السوء، ولقاء الله تعالى بما يغضبه، ووقوفه بين يديه، فذكرى الآخرة في القلوب، حياة لها.

"قيل لعمر بن عبد العزيز: ما كان بدو إنابتك؟ قال: أردت ضرب غلام لي، فقال لي: يا عمر، اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة" (٤).


(١) الغزالي: إحياء علوم الدين، دار المعرفة - بيروت، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها (٤/ ٥).
(٢) أبو طالب المكي: قوت القلوب، دار الكتب العلمية - بيروت، ط ٢ - ١٤٢٦ هـ (١/ ٣٠٤).
(٣) أخرجه الترمذي جامعه، أبواب البر والصلة، باب ما جاء في معاشرة الناس ح (١٩٨٧) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (٤/ ٣٥٥) مكتبة البابي - مصر، ط ٢ - ١٣٩٥ هـ.
(٤) ابن عساكر: تاريخ دمشق، دار الفكر، ١٤١٥ هـ، (٤٥/ ١٥١).

<<  <   >  >>