والخمول وَقد كَانَ عرض عَلَيْهِ الْقَضَاء وجاءه كَاتب السِّرّ وَأخْبرهُ أَنه إن لم يجب نزل السُّلْطَان إليه فصمم وَقَالَ الاختفاء مُمكن فَقَالَ لَهُ فِيمَا تجيب إِذا سَأَلَك الله عَن امتناعك مَعَ تعينه عَلَيْك فَقَالَ يفتح الله حِينَئِذٍ بِالْجَوَابِ وَلم يكن يحابي فِي الدَّين أحداً التمس مِنْهُ بعض الشَّبَاب من ذوي الْبيُوت أَن يَأْذَن لَهُ بالتدريس بعد أَن أهْدى اليه شيا فبادر إلى رد الْهَدِيَّة وَامْتنع من الإذن وَقد تزاحم النَّاس عَلَيْهِ فى آخر أَيَّامه وَصَارَ شيخ الْفُنُون بِلَا مدافع وَجَمِيع الْأَعْيَان من جَمِيع الْمذَاهب تلامذته وَمَات فِي سَابِع عشر ذي الْحجَّة سنة ٨٧٢ اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعَة مثله وَخلف ألف دِينَار وذكرين وَأُنْثَى من جَارِيَة
(٧٥) أَحْمد بن مصطفى بن خَلِيل الرومي الحنفي الْمَعْرُوف بطاشكبري
ولد لَيْلَة الرَّابِع عشرَة من شهر ربيع الأول سنة ٩٠١ إِحْدَى وَتِسْعمِائَة وقرأ على جمَاعَة من عُلَمَاء الروم فِي عدَّة فنون وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِمَدِينَة بروسا إحدى مَدَائِن الروم ثمَّ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَهُوَ مُصَنف الشقائق النعمانية فِي عُلَمَاء الدولة العثمانية وَقد ترْجم لنَفسِهِ في آخرها وَذكر مشايخه ومقروءاته وَذكر أَنه عمى فِي سنة ٩٦١ وَلم أَقف على تَارِيخ مَوته
(٧٦) أَحْمد بن مُوسَى الخيالي الرومي
قَرَأَ على وَالِده وعَلى خضر بك وبرع في الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وفَاق أقرانه ودرس بمدارس الروم وَكَانَ دَقِيق الذِّهْن باهر الذكاء أفحم أكَابِر عُلَمَاء عصره فِي دقائق الْعُلُوم وَكَانَ كثير الدَّرْس قَلِيل الْأكل حَتَّى صَار نحيفاً بِحَيْثُ إنه كَانَ يحلق بإصبعه السبابَة والإبهام وَيدخل فِيهَا يَده فينتهي الى