وَقد اسْتمرّ على تَعْظِيمه من بعدهمْ حَتَّى صَار الْعَلامَة إِذا أطلق لَا يفهم غَيره بل جَاوز ذَلِك كثير من المصنفين الْمُتَأَخِّرين الَّذين غَالب نظرهم مَقْصُور على مثل علمه فَقَالُوا لَا يُطلق ذَلِك فِي الاصطلاح إِلَّا عَلَيْهِ وَلَا عتب عَلَيْهِم فهم لَا يعلمُونَ بالعلوم الشَّرْعِيَّة حَتَّى يعرفوا مِقْدَار أَهلهَا وَقد عاصر صَاحب التَّرْجَمَة من أَئِمَّة الْعلم من لَا يرتقي هُوَ إِلَى شَيْء بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِم وَكَذَلِكَ جَاءَ بعد عصره أكابر كَمَا مر بك فِي هَذَا الْكتاب وكما سيأتي وَأَكْثَرهم أحق بوصفه بالعلامة فضلا عَن كَونه مُسْتَحقّا وَأَيْنَ يَقع من مثل من جمع مِنْهُم بَين علمي الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول وبهر بِعُلُومِهِ الأفهام والعقول وَمَات فِي رَمَضَان سنة ٧١٠ عشر وَسَبْعمائة
السُّلْطَان مُرَاد بن احْمَد بن مُحَمَّد بن مُرَاد بن سليم
الآتي قَرِيبا ولد سنة ١٠١٨ ثَمَان عشرَة وألف وَجلسَ على سَرِير السلطنة سنة ١٠٣٢ وَكَانَ كثير الْغَزْو وافتتح مدنا كبغداد وَقتل جَمِيع من فِيهَا من الروافض وَكَانَ شَدِيد الْأَيْدِي وَله حكايات فِي ذَلِك مِنْهَا أَنه طعن درقه نَحْو إحدى عشر طبقَة بِعُود فَثَبت فِيهَا وأرسلها إِلَى مصر وَجعل لمن أخرج الْعود من عَسَاكِر مصر زِيَادَة فِي مقرره فَلم يقدر على ذَلِك أحد وَمَات سنة ١٠٤٩ تسع وَأَرْبَعين وَألف
مُرَاد بن أورخان بن عُثْمَان الغازي سُلْطَان الروم وَابْن سلاطينها
ولد سنة ٧٢٧ سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَجلسَ على التخت سنة ٧٦١ وافتتح كثيرا من الْبِلَاد مِنْهَا أدرنه وَهُوَ أول من اتخذ المماليك وألبسهم اللباد الْمثنى إِلَى خلف وَسَمَّاهُمْ الْعَسْكَر الْجَدِيد وَكَانَ عَظِيم الصولة شَدِيد