للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السَّيِّد مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْمفضل بن إِبْرَاهِيم بن علي ابْن الإِمَام شرف الدَّين الشبامى الْيُمْنَى

ولد سنة ١٠٢٢ اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَألف وَقَرَأَ على الْعَلامَة عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد الحيمي وعَلى السَّيِّد عز الدَّين بن دريب وعَلى غَيرهمَا من مَشَايِخ صنعاء وشبام وبرع فِي جَمِيع الْعُلُوم وفَاق أهل عصره وَأخذ عَنهُ النَّاس طبقَة بعد طبقَة وَفِي تلامذته جمَاعَة هم أَئِمَّة مصنفون كالعلامة صَالح ابْن مهدي المقبلي وَغَيره وَلم يشْتَغل مَعَ جلالة قدره وتبحره فِي الْعُلُوم بالتصنيف بل كَانَ يُجيب فِي مسَائِل ترد عَلَيْهِ أجوبة مفيدة وَله سيرة حَسَنَة جمعهَا لجده الإِمَام شرف الدَّين وَكَانَ كثير الصمت قَلِيل المباهاة والمماراة ومحبة الظُّهُور

وَمن غرائب مَا وَقع لَهُ مِمَّا يدل على مزِيد عقله وسكونه وَحسن سمته أَنه حضر مجْلِس الإِمَام المتَوَكل على الله إِسْمَاعِيل وَهُوَ غاص بأعيان الْعلمَاء فدار الْكَلَام فِي مسئلة نحوية فَتكلم كل وَاحِد من الْحَاضِرين بمالديه وَصَاحب التَّرْجَمَة سَاكِت لم يتَكَلَّم بِكَلِمَة مَعَ كَونه أَكثر أهل ذَلِك الْمجْلس علما وَلما طَال الْكَلَام فِي تِلْكَ المسئلة الْتفت اليه من فِي ذَلِك الْمجْلس وَمِنْهُم الإِمَام وعولوا جَمِيعًا فِي ذَلِك عَلَيْهِ فَقَالَ هَذِه المسئلة ذكرهَا صَاحب المغنى فجاؤا بِالْكتاب فَأَخذه وَفتح فَقلب ورقة أَرَاهُم تِلْكَ المسئلة بلفظها فعجبوا من تَحْقِيقه أَولا وَمن سُكُوته مَعَ علمه بالمسئلة لاسيما وَقد كثر الْكَلَام فِيهَا وَطَالَ وَعرض خُصُوصا فِي مثل ذَلِك الْمجْلس الَّذِي لَا يمسك نَفسه فِيهِ إلا من كَانَ جبلا من جبال التَّقْوَى وَكَانَ حسن الشكل مليح الْهَيْئَة حَتَّى قَالَ بعض الْفُضَلَاء إنه لَو اجْتمع أهل الْمَحْشَر وَخرج صَاحب التَّرْجَمَة علم كل وَاحِد أَنه عَالم وَكَانَ متواضعا متوددا

<<  <  ج: ص:  >  >>