ولد تَقْرِيبًا سنة ١١٦٠ سِتِّينَ وَمِائَة وَألف أَو قبلهَا بِيَسِير أَو بعْدهَا بِيَسِير وَنَشَأ بِصَنْعَاء فاشتغل بِعلم الْفَرَائِض والحساب وَالضَّرْب والمساحة ففاق فِي ذَلِك أهل عصره وَتفرد بِهِ وَلم يُشَارِكهُ فِيهِ أحد وَصَارَ النَّاس عيالا عَلَيْهِ فِي ذَلِك وَلم يكن لَهُ بِغَيْر هَذَا الْعلم إلمام مَعَ أَنه قد توجه إِلَى الطلب وَلَكِن كَانَ كل حَظه فِي هَذَا الْعلم وَهُوَ رجل خاشع متواضع كثير الْأَذْكَار سليم الصَّدْر إِلَى غَايَة يَعْتَرِيه فِي بعض الْأَحْوَال حِدة مفرطة وَكَانَ قد حصل مَعَه جُنُون فِي أَيَّام شبابه ثمَّ عافاه الله من ذَلِك وَمَا زَالَ مواظبا على الْخَيْر لكنه قَلِيل ذَات الْيَد بِمَا يضيق صَدره لذَلِك مَعَ كَثْرَة عائلته وَيسر الله لَهُ مَا يقوم بِهِ بعد مزِيد امتحان وَهُوَ شيخى فِي علم أخذت عَنهُ علم الْفَرَائِض والوصايا وَالضَّرْب والمساحة
وَفِي لَيْلَة رَابِع عشر شهر رَمَضَان سنة ١٢١٦ ثارت بِسَبَبِهِ فتْنَة عَظِيمَة بِصَنْعَاء وَذَلِكَ أن بعض أهل الدولة مِمَّن يتظهر بالتشيع مَعَ الْجَهْل المفرط والرفض بَاطِنا أقعد صَاحب التَّرْجَمَة على الكرسي الذي يقْعد عَلَيْهِ أكَابِر الْعلمَاء المتصدرون للوعظ وَأمره أَن يملي على الْعَامَّة كتاب تفريج الكروب للسَّيِّد إسحاق بن يُوسُف المتَوَكل الْمُتَقَدّم ذكره وَهُوَ فِي مَنَاقِب علي كرم الله وَجهه وَلَكِن لم يتَوَقَّف صَاحب التَّرْجَمَة على مَا فِيهِ بل جَاوز ذَلِك إِلَى سب بعض السلف مُطَابقَة لغَرَض من حمله على ذَلِك لقصد الإغاظة لبَعض أهل الدولة المنتسبين إِلَى بني أُميَّة كل ذَلِك لما بَين الرجلَيْن من المنافسة على الدُّنْيَا والمهافتة على الْقرب من الدولة وعَلى جمع الحطام فَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة يصْرخ باللعن على الكرسي فيصرخ مَعَه من