من خلف الْحجاب وَمَاتَتْ قبل والدها رَحمَه الله وَقد تقدم تَارِيخ مَوته
فَاطِمَة بنت القاضي كَمَال الدَّين مَحْمُود بن شيريز الحنفي المدعوة ستيتة
ولدت سادس الْمحرم سنة ٨٥٥ خمس وَخمسين وثمان مائَة بِالْقَاهِرَةِ ونشأت فتعلمت الْكِتَابَة وَتَزَوَّجت النَّاصِر مُحَمَّد بن الطنبنا واستولدها أَوْلَادًا ثمَّ مَاتَ عَنْهَا فَتَزَوجهَا علي بن مُحَمَّد بن بيبرس حفيد ابْن أخت الظَّاهِر برقوق فاستولدها وَلها نظم وَحسن فهم وحجت مرَارًا وجاورت وَمن نظمها قصيدة كتبتها إِلَى السخاوي مطْلعهَا
(قفا واسمعا مني حَدِيث أحبتي ... فأوصاف معناهم عَن الْحسن جلت)
كتبت إِلَى قاضي مَكَّة بقصيدة مطْلعهَا
(يَا بدر تمّ أزال الشَّك عَن راي ... انْعمْ بِقرب حبيب فِيك عَن راي)
وَلها مكاتبات إِلَى جمَاعَة من الأدباء والأعيان والأكابر وَمن ذَلِك أَن الشهَاب المنصوري كتب إِلَى الزين سَالم ببيتين هما
(أيا سيداً قد أحسن الْخَالِق اسْمه ... وجمّله وَالله بالخلق عَالم)
(أعن بيد فِيهَا أياد لسائل ... وَلَا تخش حسّاداً فَإنَّك سَالم)
فَقَالَت صَاحِبَة التَّرْجَمَة في هَذَا الْمَعْنى ارتجالاً
(أيا سيد أعمّ الْخَلَائق برّه ... وإحسانه فرض تضَاعف لَازم)
(أعن سَائِلًا يَأْتِيك والدمع سَائل ... وَلَا تخش من سوء فَإنَّك سَالم)
وَكَانَ ذَلِك بِحَضْرَة جمَاعَة من الأدباء ففضلوا مَا قالته على مَا قَالَ الشهَاب واعترف الشهَاب بذلك واستمرت على نظم الْأَدَب ومدح
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute