ضريرا وَمن جملَة مَا أرويه عَنهُ أَسَانِيد الشَّيْخ الْحَافِظ إِبْرَاهِيم الْكرْدِي الْمُتَقَدّم ذكره الْمُسَمّى بالأمم وَهُوَ يَرْوِيهَا عَن أَبِيه عَن جده عَلَاء الدَّين عَن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم هَذَا طَريقَة السماع ويرويها أَيْضا عَن أَبِيه عَن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بِالْإِجَازَةِ لِأَن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم أجَاز لجد صَاحب التَّرْجَمَة ولأولاده وَقد أوقفني على تِلْكَ الْإِجَازَة بِخَط الشَّيْخ إِبْرَاهِيم فوالد صَاحب التَّرْجَمَة مِمَّن شملته الْإِجَازَة لكنه أخبرني رَحمَه الله أَن الْإِجَازَة من الشَّيْخ إِبْرَاهِيم لعلاء الدَّين كَانَت قبل وجود وَلَده مُحَمَّد وَالِد المترجم لَهُ فَيكون الْعَمَل بهَا متنزلاً على الْخلاف فِي جَوَاز الإحازة لمن سيوجد وَكَانَ موت صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة ١٢١٣ ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَألف رَحمَه الله
يُوسُف باشا أَمِير الْمَدِينَة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة وبندر جدة
وصلت إلينا الْأَخْبَار بِأَنَّهُ من أعظم الْأُمَرَاء فِي الدولة العثمانية وَأَن لَهُ من الْجِهَاد فِي بِلَاد الإفرنج مَا لم يكن لغيره وَله فتوحات عَظِيمَة وَوصل فِي عَام اُحْدُ عشر واثني عشر وَمِائَتَيْنِ وَألف إِلَى صنعاء رجل يُقَال لَهُ السَّيِّد مُحَمَّد الكتابجي الرومي وَله فصاحة وذلاقة وَقُوَّة عارضة فَأخْبرنَا ان صَاحب التَّرْجَمَة بعد رُجُوعه من جِهَاد النَّصَارَى وَفتح كثير من معاقلهم ولاه سُلْطَان الروم الوزارة الْعُظْمَى وهي عِنْدهم الْقيام بِجَمِيعِ أُمُور السلطنة قَالَ الراوى فَلَمَّا ولاه سُلْطَان الرّوم ماوراء بَابه نزل إِلَى صحن دَار السلطنة فَطلب الوزراء الَّذين ترجع أمورهم إلى الْوَزير الْأَعْظَم فعاتبهم على التَّفْرِيط فِي عدم إعلام السُّلْطَان فِي كثير من الفتوق الْوَاقِعَة فِي الْبِلَاد الَّتِى إِلَيْهِم ثمَّ ضرب أَعْنَاقهم جَمِيعًا وَكَانَ السُّلْطَان رجل يسخر بِهِ ويجالسه وَله عِنْده منزلَة عَظِيمَة لَا يصل إِلَيْهَا غَيره فَقَالَ لصَاحب التَّرْجَمَة عِنْد