ولد بِصَنْعَاء سنة ١١٥٥ خمس وَخمسين وَمِائَة وَألف وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن جمَاعَة من علمائها في الْفِقْه والعربية والْحَدِيث وَمن جملَة من أَخذ عَنهُ السَّيِّد ابراهيم بن مُحَمَّد الْأَمِير واتصل بالحاكم الْأَكْبَر يحيى بن صَالح السحولي فَكَانَ يلي لَهُ أعمالاً فيحكمها ويتقنها ثمَّ بعد مَوته اتَّصل بي وَأخذ عَنى في الحَدِيث فَقَرَأَ عليّ في البخاري وفي الْأَحْكَام للهادي وَحضر عندي في كثير من الدُّرُوس وَصَارَ الآن من جملَة الْحُكَّام في صنعاء وَهُوَ مُسْتَمر على ملازمتي وَكَثِيرًا مَا أفوض إليه أعمالاً فَيقوم بهَا أتم قيام وَله فهم قويّ وعرفان تَامّ وإنصاف وَفهم للْحَقِيقَة وَعدم جمود على التَّقْلِيد مَعَ حسن سمت وَسُكُون ووقار وَهُوَ عِنْد تَحْرِير هَذَا يقْرَأ عليّ في شرحي للمنتقى وفي مؤلفى الْمُسَمّى بالدرر وَشَرحه الْمُسَمّى بالدرارى وَولده حسن ابْن أَحْمد من أذكياء الطّلبَة وَله سَماع على فى المؤلفين الْمَذْكُورين وَهُوَ مَعَ حَدَاثَة سنة يسابق في فهمه وستأتي لَهُ تَرْجَمَة مُسْتَقلَّة إِن شَاءَ الله تَعَالَى
(٨٣) اسحق بن مُحَمَّد العبدي الصعدي اليماني
ولد تَقْرِيبًا في وسط الْقرن الحادي عشر وَقَرَأَ على شُيُوخ عصره في جَمِيع الْفُنُون وبرع وفَاق الأقران وَصَارَ مُنْفَردا فِي جَمِيع علومه وَله شُيُوخ أجلاء مِنْهُم القاضي صَالح بن مهدي المقبلي الآتي ذكره واتصل بالإمام المهدي صَاحب الْمَوَاهِب فَعَظمهُ وَصَارَ من جملَة وزرائه بعد أَن كَانَ في غَايَة الْفقر وَنِهَايَة المكابدة للْحَاجة ثمَّ جرى بَينه وَبَينه شئ فارتحل الْمَذْكُور إلى بِلَاد الْهِنْد وأكرمه سلطانها إكراماً عَظِيما وطوف تِلْكَ الْبِلَاد وَتردد فِي الْجِهَات واتصل بالعلماء والملوك وَغَيرهم وظفر بكتب