على الْفَقِيه الْعَارِف شَيخنَا أَحْمد بن عَامر الحدائى وعَلى الْفَقِيه الْعَارِف سعيد ابْن اسمعيل الرشيدي وَقَرَأَ في الحَدِيث على السَّيِّد الْعَلامَة الْحُسَيْن بن يحيى الديلمي وفي التَّفْسِير على المغربي الْمُتَقَدّم وبرع فِي أكثر هَذِه المعارف وَأفْتى ودرّس وَصَارَ الآن من شُيُوخ الْعَصْر ورافقني فِي قِرَاءَة التَّفْسِير على شَيخنَا المغربي وَحضر فِي قِرَاءَة الطّلبَة عليّ فِي شرحي للمنتقى وَطلب مني إجازته لَهُ وَقد كنت في أَيَّام الصغر حضرت عِنْده وَهُوَ يقْرَأ في شرح الفاكهي للملحة وَهُوَ أكبر مني فإنه كَانَ اذ ذَاك في نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ حسن المحاضرة جميل الْمُرُوءَة كثير التَّوَاضُع لَا يعد نَفسه شَيْئا يَعْتَرِيه في بعض الْحَالَات حِدة ثمَّ يرجع سَرِيعا وَقد يقهرها بالحلم وَلَيْسَ بمتصنع في ملبسه وَجَمِيع شؤونه وبيني وَبَينه مجالسة ومؤانسة ومحبة أكيدة من قديم الْأَيَّام وَلما كَانَ شهر رَجَب سنة ١٢١٣ صَار قَاضِيا من جملَة قُضَاة الحضرة المنصورية أعزها الله وعظّمه مَوْلَانَا الإمام تَعْظِيمًا كَبِيرا بعد أَن أشرت عَلَيْهِ بنصبه وعرفته بجليل مِقْدَاره وَهُوَ الآن حَال تَحْرِير هَذِه الأحرف مُسْتَمر على الْقيام بوظيفة الْقَضَاء ناشر للْعلم بِقدر الطَّاقَة