وَهُوَ سَاكن متواضع قَانِع من الدُّنْيَا باليسير حسن الْأَخْلَاق قَلِيل الْخَوْض فِيمَا لَا يعنيه غير متعرض للمجادلة والمناظرة وَالْحَاصِل أنه فِي مَجْمُوعه قَلِيل النظير وَقد ترك مَا عَلَيْهِ آل الإِمَام وبقي فِي منزله فِي مَسْجِد حجر والطلبة يقصدونه إِلَى مَكَانَهُ وَإِلَى الْمَسْجِد الْمَذْكُور وكل أوقاته مستغرقة للتدريس للطلبة كثر الله فِي أهل هَذَا الْبَيْت الشريف من أَمْثَاله
مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن احْمَد بن مُحَمَّد بن احْمَد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن عوض بن عبد الْخَالِق بن عبد الْمُنعم بن يحيى ابْن مُوسَى بن الْحسن بن عِيسَى بن شعْبَان
ابْن دَاوُد بن مُحَمَّد بن نوح بن طَلْحَة بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي بكر الصديق رضي الله عَنهُ الْجلَال أَبُو القباء البكري ثمَّ المصري ثمَّ القاهري الشافعي الْمَعْرُوف بالجلال البكري
ولد فِي ثاني صفر سنة ٨٠٧ سبع وثمان وَمِائَة وَقَرَأَ على التقي بن عبد الباري وَالشَّمْس سبط ابْن اللبان والبرماوى والجلال البلقينى والحافظ بن حجر وبرع فِي الْفِقْه وشارك فِي الْأُصُول والعربية وَشرح الْمِنْهَاج الفرعي ومختصر التبريزي وَبَعض التدريب للبلقيني وَالرَّوْض لِابْنِ المقري وتنقيح اللّبَاب وَشرع فِي شرح البخاري وَتفرد فِي عصره بِحِفْظ فقه الشَّافِعِيَّة وَكَانَ يترفع على أهل عصره فِي هَذَا الْفَنّ لعدم وجود من يقارنه فِيهِ وَكَانَ يشافه جمَاعَة من الأكابر الدَّين يتقدمون عَلَيْهِ فِي الصَّلَاة على الْجَنَائِز بِبُطْلَان صلَاتهم لظَنّه بِأَنَّهُ