وَتوفى لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع رَجَب سنة ٨١٥ خمس عشرَة وثمان مائَة بِمَكَّة
السَّيِّد مُحَمَّد بن الْحسن ابْن الإِمَام الْقَاسِم بن مُحَمَّد
ولد لليلتين بَقِيَتَا من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ١٠١٠ عشر وَألف وَهُوَ الرئيس الْكَبِير والأمير الخطير ربي فِي حجر الْخلَافَة وترقى فِي الكمالات حَتَّى بلغ مِنْهَا الْغَايَة وَقَرَأَ على جمَاعَة كالقاضي أَحْمد بن يحيى حَابِس والقاضي صديق بن رسام وَلما مَاتَ وَالِده فِي تَارِيخ مَوته الْمُتَقَدّم فِي تَرْجَمته وَبلغ الإِمَام الْمُؤَيد بِاللَّه مُحَمَّد بن الْقَاسِم أمره بالنفوذ إِلَى بِلَاد ضوران وَمَا زَالَ مترددا فِي الديار اليمنية وَسكن فِي آخر مدَّته مدينتي أَب وذي جبلة وَكثر جَيْشه وعظمت ولَايَته وَصَارَ غَالب الْجِهَات اليمنية تَحت ولَايَته لَا ينفذ فِيهَا أَمر لغيره وَهُوَ يمتثل أَمر الإِمَام الْمُؤَيد بِاللَّه تدينا وانقيادا
لَا قهرا وَلما مَاتَ الإِمَام الْمُؤَيد بِاللَّه دَعَا صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى الرضي من آل مُحَمَّد فَلَمَّا بلغته دَعْوَة عَمه المتَوَكل على الله إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم انْقَادَ وأطاع وَبَايع وولاه الإِمَام المتَوَكل على الله جَمِيع الْيمن الْأَسْفَل وَهُوَ مُشْتَمل على مدن كَثِيرَة ومواد المملكة فِي الْغَالِب مِنْهُ وَمَا زَالَ أمره فِي ازدياد وسعادته فِي ظُهُور وَأمره فِي نمو إِلَى أن مَاتَ وَكَانَ يَجْعَل شطر إقامته بِالْيمن والشطر الآخر بِصَنْعَاء وَالرَّوْضَة وَقَرَأَ فِي هَذِه الْمدَّة تذكرة النحوي على مُحَمَّد بن صَلَاح السلامي والفقيه أَحْمد بن سعيد الهبل وَقَرَأَ الْفُصُول اللؤلؤية على القاضي إِبْرَاهِيم بن يحيى السحولي وَفِي سنة ١٠٧٩ طلع من الْيمن إِلَى صنعاء وَاجْتمعَ بِالْإِمَامِ المتَوَكل على الله ثمَّ بدأ بِهِ الْمَرَض قيل وَهُوَ ذَات الْجنب فَمَاتَ بدرب السلاطين من الرَّوْضَة فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن شهر ربيع الأول سنة ١٠٧٩ تسع وَسبعين وَألف وَأقر الإِمَام ولَايَة الْبِلَاد الَّتِى