بتقييد الشوارد العلمية وتهذيب طلب عُلُوم الِاجْتِهَاد لَا برح مُسَددًا فِي كل إصدار وإيراد وَقد صَار الْآن قَاضِيا من قُضَاة مَدِينَة صنعاء وَلِلنَّاسِ إِلَيْهِ رغوب وَله قدرَة تَامَّة على فصل الْخُصُومَات وإيضاح الْمُهِمَّات
مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن يَعْقُوب بن علي بن سَلامَة بن عَسَاكِر بن حُسَيْن بن قَاسم بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الْجلَال أَبُو المعاطي الدمشقي الشافعي الْمَعْرُوف بِابْن خطيب داريا
ولد بليلة الْأَرْبَعَاء ثَالِث ربيع الأول سنة ٧٤٥ خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه والعربية واللغة وَسَائِر فنون الْأَدَب وشارك فِي العقليات وَكثر استحضاره للغة واشتهر بوفور الذكاء حَتَّى كَانَ يقتدر على تَصْوِير الْبَاطِل حَقًا وَالْحق بَاطِلا وَكَانَ يتلاعب بالأكابر بِاسْتِعْمَال نوع من الْكَلَام منسجم تفهم مفرداته وَأما تراكيبه فمهملة يتحير سامعه لِخُرُوجِهِ من علم إِلَى علم بِحَيْثُ يظن أَنه سرد جَمِيع الْعُلُوم
وَمن جملَة مَا وَقع مِنْهُ أَنه أَرَادَ يتلاعب بالقاضي برهَان الدَّين بن جمَاعَة فحرر رقما فِي بيع جَانب من مَسْجِد بني أُميَّة يعرف بالغزالية وَتصرف فِي الْكَلَام على قَاعِدَته وَذكر الْحُدُود وَكتب لفظ الغزالية العرابية ليتَمَكَّن من إصلاحها بعد ذَلِك ويبلغ مُرَاده من التشنيع على القاضي فِي كَونه أذن فِي بيع قِطْعَة من الْجَامِع الأموي فَفطن القاضي لصنعه ورام الْإِيقَاع بِهِ ففر إِلَى الْقَاهِرَة