للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصَّوَاب وأنها لَا تنْدَفع الْفِتْنَة أَلا بذلك فصمم مَوْلَانَا حفظه الله على حبس من ذكر ثمَّ أَشرت عَلَيْهِ حفظه الله أَن يتتبع من وَقع مِنْهُ الرَّجْم وَمن فعل تِلْكَ الأفاعيل فَوَقع الْبَحْث الْكُلِّي مِنْهُ وَمن خواصه فَمن تبين انه مِنْهُم أودع الْحَبْس والقيد ومازال الْبَحْث بَقِيَّة شهر رَمَضَان حَتَّى حصل فِي الْحَبْس جمَاعَة كَثِيرَة فَلَمَّا كَانَ رَابِع شَوَّال طلب الإِمَام حفظه الله الْفُقَهَاء المباشرين للرجم فبطحوا تَحت طاقته وضربوا ضربا مبرحا ثمَّ عَادوا إِلَى الْحَبْس ثمَّ طلب فِي الْيَوْم الثاني سَائِر الْعَامَّة من أهل صنعاء وَغَيرهم المباشرين للرجم فَفعل بهم كَمَا فعل بالأولين وَضربت المدافع على ظُهُور جمَاعَة مِنْهُم ثمَّ بعد أَيَّام جعلُوا فِي سلاسل حَدِيد وأرسل بِجَمَاعَة مِنْهُم إِلَى حبس زيلع وَجَمَاعَة إِلَى حبس كمران وَفِيهِمْ مِمَّن لم بياشر الرَّجْم السَّيِّد إِسْمَاعِيل بن عز الدَّين النعمي الْمُتَقَدّم وَسبب ذَلِك أنه جَاوز الْحَد فِي التَّشْدِيد فِي الْغَرَض كَمَا قدمنَا وَأما صَاحب التَّرْجَمَة وَمن شابههه فِي هَذَا المسلك فإنه حبس نَحْو شَهْرَيْن ثمَّ أطلق هُوَ وَمن مَعَه وَكَذَلِكَ عَامل الْوَقْف السَّيِّد إِسْمَاعِيل بن الْحسن الشامي وَالسَّيِّد علي بن إِبْرَاهِيم الأمير والفقيه أَحْمد حَاتِم فإنهم حبسوا مَعَ الْجَمَاعَة وأطلقوا مَعَهم وَبِالْجُمْلَةِ فَهَذِهِ فتْنَة وقى الله شَرها بالحزم الْوَاقِع بعد أَن وجلت الْقُلُوب وَخَافَ النَّاس وَاشْتَدَّ الخجطب وَعظم الكرب وَشَرحهَا يطول وَبعد هَذِه الْوَاقِعَة بِنَحْوِ سنة عول صَاحب التَّرْجَمَة فِي أن يكون أحدأعوان الشَّرْع وَمن جملَة من يحضر لَدَى فأذنت لَهُ وَصَارَ يعتاش بِمَا يحصل لَهُ من أُجْرَة تَحْرِير الْوَرق وَذَلِكَ خير لَهُ مِمَّا كَانَ فِيهِ انشاء الله ٣٤٩

السَّيِّد الْعَلامَة يحيى بن مطهر بن إِسْمَاعِيل بن يحيى ابْن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم

ولد شهر جُمَادَى الأولى سنة ١١٩٠ تسعين وَمِائَة وَألف وَطلب الْعلم على جمَاعَة من مَشَايِخ صنعاء كالقاضي الْعَلامَة عبد الله بن مُحَمَّد مشحم وطبقته وَله سماعات كَثِيرَة وشغلة تَامَّة بِالْعلمِ وتقيد بِالدَّلِيلِ ومحبة للإنصاف كَمَا كَانَ جد أَبِيه المذكورقريبا وَهُوَ حَال تَحْرِير هَذِه التَّرْجَمَة يقْرَأ علي فِي الْعَضُد وحواشيه وَفِي شرح التَّجْرِيد للمؤيد بِاللَّه وَفِي شرحي على الْمُنْتَقى وَفِي مؤلفي الْمُسَمّى إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر وَفِي مؤلفي الْمُسَمّى بالدرر وَشَرحه الْمُسَمّى بالدراري وَفِي الْكَشَّاف وحواشيه وَفتح الباري والعواصم وَفِي البخاري وَمُسلم والنسائي وَابْن مَاجَه والموطاء وَفِي تفسيري للقرآن وَفِي الرضي وَفِي النَّحْو وَفِي المطول وَغير ذَلِك وَله قراءات علي فِي سنَن أبي دَاوُد والترمذي وَغير ذَلِك وَله أبحاث ومسائل وَهُوَ على مَنْهَج سلفه فِي الْبعد عَن أَعمال الدولة والتكفي بِمَا خلفوه لَهُ وَهُوَ كثير الطّيب وَفِيه علو همة ومكارن وسيادة زَاد الله فِي الرِّجَال من أَمْثَاله وَفِي كل وَقت يزْدَاد علما وفضلا وَحسن سمت ووقار وَهُوَ الْآن فِي عمل تراجم لأهل الْعَصْر وَقد رَأَيْت بَعْضًا مِنْهَا فَوجدت ذَلِك فائقا فِي بَابه مَعَ عِبَارَات رصينة ومعاني جَيِّدَة وَقد سألني بسؤالات وأجبت عَلَيْهَا برسائل هي فِي مجموعات الْفَتَاوَى وَله جدول مُفِيد جدا وأشعار فائقة ومعاني رائقة ومكاتباته إِلَى مَوْجُودَة فِي مَجْمُوع الاشعار الْمَكْتُوبَة إِلَى وَلَوْلَا ضيق الْمَكَان لذكرت مِنْهَا مَا يسنف الامساع وَيروح الطباع وَإِن مد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>