(فعش ملقيا عَنْك التَّكَلُّف جانبا ... وَلَا ترض بَين النَّاس من اُحْدُ قربا)
وَأقَام فِي آخر مدَّته بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ٨١١ إحدى عشرَة وثمان مائَة
مُحَمَّد بن احْمَد بن عبد الهادي ابْن عبد الصَّمد بن عبد الهادى ابْن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة الْمَقْدِسِي الحنبلي شمس الدَّين
ولد فِي رَجَب سنة ٧٠٥ خمس وَسَبْعمائة وَسمع من التقي سُلَيْمَان وَابْن سعد وطبقتهم وتفقه بِابْن مُسلم وَتردد إِلَى ابْن تَيْمِية وَمهر فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا
قَالَ الصفدي لَو عَاشَ لَكَانَ آيَة كنب إِذا لَقيته سَأَلته عَن مسَائِل أدبية وفوائد عَرَبِيَّة فينحدر كالسيل وَكنت أرَاهُ يرد على المزي فِي أَسمَاء الرِّجَال فَيقبل مِنْهُ وَقَالَ الذهبي فِي مُعْجَمه الْمُخْتَصر الْفَقِيه البارع المقري المجود الْمُحدث الْحَافِظ النحوي الحاذق ذُو الْفُنُون كتب علي واستفدت مِنْهُ
وَقَالَ ابْن كثير كَانَ حَافِظًا عَلامَة ناقدا حصل من الْعُلُوم مَالا يبلغهُ الشُّيُوخ الْكِبَار وبرع فِي الْفُنُون وَكَانَ جبلا فِي الْعِلَل والطرق وَالرِّجَال حسن الْفَهم جدا صَحِيح الذِّهْن وَمن الغرائب أَنه حدث الذهبي عَن المزي عَن السروجي عَنهُ
وَقَالَ المزي مَا التقيت بِهِ إِلَّا واستفدت مِنْهُ وَله كتاب الْأَحْكَام فِي ثَمَان مجلدات وَالرَّدّ على السبكي فِي رده على ابْن تَيْمِية وَالْمُحَرر فِي الحَدِيث اخْتَصَرَهُ من الْإِلْمَام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد فجوده جدا وَاخْتصرَ التَّعْلِيق لِابْنِ الجوزي وَزَاد عَلَيْهِ وحرره وَشرح التسهيل فِي مجلدين وَله منافسات لِابْنِ حَيَّان فِيمَا اعْترض بِهِ على ابْن مَالك فِي الألفية وَغير ذَلِك وَله الْكَلَام على أَحَادِيث مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَشرع فِي كتاب الْعِلَل على تَرْتِيب كتاب الْفِقْه وَجمع التَّفْسِير الْمسند وَلم يكمل قَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute