للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واشتغل فِي الْفِقْه على ابْن الديري والشمني وَفِي النَّحْو على الثاني وَغَيره وَسمع على جمَاعَة كَابْن حجر وطبقته وَدخل دمشق وَحج غير مرة وجاور ورابط فِي بعض الثغور وسافر للْجِهَاد واعتنى بالسباحة والتجليد وَرمى النشاب وَرمى المدافع وَأخذ ذَلِك عَن الأستاذين وَتقدم فِي أَكْثَره واشتغل بالطب وصنف فِيهِ وَأعْرض عَن جَمِيع مَا عداهُ وَمن تصانيفه فِيهِ شرح الموجز للعلاء بن نَفِيس فِي مجلدين وَهُوَ شرح حسن تداوله الأفاضل وَشرح اللمحة لِابْنِ أَمِير الدولة وَمن تصانيفه فِي غير الطِّبّ شرح النقاية استمد فِيهِ من شرح شَيْخه الشمني قَالَ السخاوي إنه سَمعه يحْكى أَنه رأى وَهُوَ صبي فِي يَوْم ذي غيم رجلا يمشي فِي الْغَمَام لَا يشك فِي ذَلِك وَلَا يتمارى انْتهى وَيُمكن أَن يكون رأى قِطْعَة من قطع السَّحَاب متشكلة بشكل الْإِنْسَان فَإِن النَّاظر فِي أطباق السَّحَاب إِذا تخيل فِي شَيْء مِنْهَا أَنه على صُورَة حَيَوَان أَو شَيْء من الجمادات خيل إِلَيْهِ ذَلِك إِذا أدام النظر إِلَيْهَا وَلَعَلَّ سَبَب ذَلِك كَونهَا متحركة دَائِما ولطافة الْهَوَاء وَكَانَ للحاسة المخيلة فِيمَا كَانَ كَذَلِك اختراعا يُخَالف مَا جرت بِهِ عَادَتهَا من عدم تخييل مَا يُخَالف المحسوس بحاسة الْبَصَر عِنْد الْمُشَاهدَة وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة ٩٠٢ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بهَا

مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد النُّور الهمذاني الفيومي الأَصْل الحموي الشافعي الْمَعْرُوف بِابْن خطيب الدهشة

تحول أَبوهُ من الفيوم إِلَى حماه فاستوطنها وَولى خطابة الدهشة وصنف بهَا الْمِصْبَاح الْمُنِير فِي غَرِيب الشَّرْح الْكَبِير مجلدين وَشرح عرُوض ابْن الْحَاجِب وَله ديوَان خطب وَولد لَهُ ابْنه هَذَا فِي سنة ٧٥٠ خمسين

<<  <  ج: ص:  >  >>