الطّلبَة من كل مَذْهَب وَله حَظّ عِنْد الْمُلُوك وَمن تصانيفه شرح البخاري فِي اُحْدُ وَعشْرين مجلدا أسماه عُمْدَة الْقَارئ وَكَانَ ينْقل فِيهِ من شرح الْحَافِظ بن حجر وَرُبمَا يتعقب ذَلِك وَقد أجَاب ابْن حجر عَن تِلْكَ التعقبات لِأَنَّهُمَا متعاصران وَبَينهمَا مُنَافَسَة شَدِيدَة وَشرح معاني الْآثَار للطحاوي فِي عشر مجلدات وَقطعَة من سنَن أبي دَاوُد فِي مجلدين وَقطعَة كَبِيرَة من سيرة ابْن هِشَام سَمَّاهُ كشف اللثام وَشرح الْكَلم الطيب لِابْنِ تَيْمِية والكنز وَسَماهُ رمز الْحَقَائِق فِي شرح كنز الدقائق وَكَذَلِكَ شرح التُّحْفَة وَالْهِدَايَة فِي إِحْدَى عشرَة مُجَلد وَشرح الْمجمع والبحار الزاخرة والمنار والشواهد الْوَاقِعَة فِي شُرُوح الألفية والتسهيل لِابْنِ مَالك وَالْمُحِيط وَله حواش مِنْهَا على شرح الألفية وعَلى التَّوْضِيح وعَلى شرح الجاربردي فِي التصريف وَله مُقَدّمَة فِي الصّرْف وَأُخْرَى فِي الْعرُوض وتاريخ كَبِير فِي تِسْعَة عشر مجلدا ومتوسط فِي ثَمَانِيَة ومختصر فِي ثَلَاثَة وتاريخ الأكاسرة وطبقات الْحَنَفِيَّة وطبقات الشُّعَرَاء ومعجم شُيُوخه وَاخْتصرَ تَارِيخ ابْن خلكان وَله تحفة الْمُلُوك فِي المواعظ وَكتاب آخر فِي الرَّقَائِق والمواعظ فِي ثَمَان مجلدات وَغير ذَلِك مَاتَ لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع ذي الْحجَّة سنة ٨٥٥ خمس وَخمسين وثمان مائَة وَدفن بِالْقَاهِرَةِ
مَحْمُود بن سُلَيْمَان بن فَهد بن مَحْمُود الحلبي ثمَّ الدمشقي الحنبلي شهَاب الدَّين
ولد فِي شعْبَان سنة ٦٤٤ أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع من الرضي بن الْبُرْهَان وَيحيى بن عبد الرَّحِيم الحنبلي وجمال الدَّين بن مَالك وتأدب بِهِ وبرع إِلَى أَن عين غير مرة لقَضَاء الْحَنَابِلَة وفَاق الأقران فِي حسن النظم