الشكوك لما يرَوْنَ من أكل بعض السُّفَهَاء لما حرمه الله بِالْإِجْمَاع من الْحَيَّات والحنشان قَالُوا هَؤُلَاءِ لَا شك أَنهم على الْحق بِدَلِيل هَذِه الْكَرَامَة فَإِن لم يَأْتِ من عُلَمَائِنَا مَا يقاومها انتقلنا عَن مَذْهَب أهل الْبَيْت فعظمت الْقِصَّة على الْعلمَاء فتكابت الْفُقَهَاء من الْمغرب وآنس وذمار واجتمعوا وَأمرُوا الْعَامَّة بِجمع حطب فَاجْتمع كالجبل الْعَظِيم ثمَّ أشعلوه فَلم يزل يَتَّسِع حَتَّى صَار يرْمى بشرر كبار فَقرب الْفُقَهَاء بالمصاحف وقرؤا الْقُرْآن وَلم يزَالُوا على ذَلِك مَعَ أدعية أخرجها وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة حَتَّى اصْفَرَّتْ النَّار وَدخل الْفُقَهَاء وحملوا مِنْهُم فِي ثِيَابهمْ ودخلوا فِيهَا كَمَا يدْخل المَاء والطين واشتهرت الْقِصَّة
قَالَ صَاحب مطلع البدور وَلما سَمِعت هَذِه لم أزل أبحث عَنْهَا فبلغت عندي مبلغ التَّوَاتُر وَلَيْسَ ذَلِك بَعيدا من فضل الله تكريما لكتابه الْعَزِيز وعلماء الْإِسْلَام انْتهى وَذكر قبل هَذِه الْقِصَّة أَن لصَاحب التَّرْجَمَة رسائل وَله تَفْسِير وَلَعَلَّ وجوده فِي زمن صَاحب مطلع البدور وَقد تقدم تَارِيخ مولده ووفاته ثمَّ وقفت على تَارِيخ مَوته فِي سنة ١٠٤٣ ثَلَاث وَأَرْبَعين وَألف وقبر بِبِلَاد لاعة فِي مَحل يُقَال لَهُ بَنو الذواد
مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن إِسْمَاعِيل الجرجري
بجيمين ومهملتين ثمَّ القاهري الشافعي ولد فِي أحد الجمادين سنة ٨٢١ إِحْدَى وَعشْرين وثمان مائَة أَو فِي الَّتِى بعْدهَا بجرجر وتحول مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة صَغِيرا فحفظ كثيرا من المختصرات ثمَّ اشْتغل بالفنون فَأخذ عَن النويري وَابْن الْهمام والشمني والمحلي والكافياجي والشرف السبكى وَالْعلم البلقينى والحافظ بن حجر وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ تعفف عَن ذَلِك ودرس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute