وَمَوْت صَاحب التَّرْجَمَة في أَيَّام الإِمَام المهدي الْعَبَّاس بن الْحُسَيْن وَلَا يحضرني تَعْيِينه
السَّيِّد محسن بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إسحاق بن المهدي احْمَد بن الْحسن ابْن الإِمَام الْقَاسِم بن مُحَمَّد
ولد سنة ١١٩١ إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَة وَألف وَنَشَأ نشأة لم يكن لغيره من أَبنَاء عصره فَإِنَّهُ قَالَ الشّعْر الْحسن وَهُوَ في الْمكتب وَلم يكن إِذْ ذَاك قد اشْتغل بِالطَّلَبِ ثمَّ قَرَأَ على جمَاعَة من عُلَمَاء الْعَصْر مِنْهُم السَّيِّد الْعَلامَة إِبْرَاهِيم بن عبد الْقَادِر
والقاضي الْعَلامَة الْحُسَيْن بن أَحْمد السياغي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ علي فِي شرح الرضي على الكافية وفي مغنى اللبيب وفي الْكَشَّاف وحواشيه وَله ذهن شرِيف وطبع ظريف وَفهم فائق وعقل تَامّ وأدب غض وَله قصائد قد طارح بهَا أكَابِر الْعلمَاء وأفاضل الأدباء وَهُوَ إِذْ ذَاك في سن الْبلُوغ وَهُوَ الْآن في سن الشَّبَاب وَقد صَار معدودا في الْعلمَاء ومذكورا بَين أَعْيَان الشُّعَرَاء من أهل صنعاء وَلم يكن لَدَى الْآن من شعره مَا أكتبه هَهُنَا وَبلغ أَنه صَار ينظم مغني اللبيب نظما حسنا ويشرح ذَلِك النظم شرحا مُفِيدا وَلم أَقف على ذَلِك وَاتفقَ فِي سِنِين قديمَة أني خرجت أَنا وَجَمَاعَة من شيوخي مِنْهُم شَيخنَا الْعَلامَة السَّيِّد عبد الْقَادِر بن أَحْمد وَشَيخنَا الْعَلامَة الْحسن بن إِسْمَاعِيل المغربي وَجَمَاعَة من عُلَمَاء الزَّمن وأعيان صنعاء الْيمن وَفِيهِمْ وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة وَعَمه وفي الْجَمَاعَة صبيان في نَحْو الْعشْر السنين وَأَقل وَأكْثر وَمِنْهُم صَاحب التَّرْجَمَة فَكَانَ الصبيان يَلْعَبُونَ ويشتغلون بِمَا يشْتَغل بِهِ أمثالهم وَالْمَذْكُور يصغي إِلَى مَا يَدُور بَين أُولَئِكَ الْأَعْلَام من المراجعات العلمية والمطارحات الأدبية