للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَبعد مَوْتهمَا اتَّصل بالفقيه إِسْمَاعِيل النهمي وَكَانَ مُتَوَلِّيًا لصنعاء وَعند إن تولى بندر المخا عزم مَعَه إِلَى هُنَالك وَكَانَ لَهُ مَعَه قصَص يطول حَدِيثهَا مُشْتَمِلَة على مجون ومزح وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة متطلعاً على أَحْوَال أهل عصره وأخبارهم وَبَينه وَبَين جمَاعَة من أكابرهم مشاعرات وَجمع كتابا سَمَّاهُ ذوب الذَّهَب بمحاسن من بعصره من أهل الْأَدَب وَجمع سيرة للْإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه الْحُسَيْن بن الْقَاسِم وهي فِي الْحَقِيقَة سيرة للوزيرين السَّابِقين وَلَهُمَا جمعهَا وَله مؤلفات مسجوعة وَكَانَ فِيهِ بلاغة في الْجُمْلَة وَلكنه لم يكن ماهرا في الْعُلُوم الأدبية فَكَانَ يأتي في اسجاعه تَارَة ملحون وَتارَة يأتي باللغة العامية وشعره فِيهِ مَا هُوَ جيد وَقد اشْتَمَلت مصنفاته على كثير مِنْهُ

وَمِنْه مَا قَالَ فى الْوَزير على رَاجِح مقتديا بِمَا قَالَه الْقَائِل فِي ابْن عباد

(ورثت الوزارة كَابِرًا عَن كَابر ... مَوْصُولَة الْإِسْنَاد بِالْإِسْنَادِ)

(يرْوى عَن الْعَبَّاس عباد وزارته ... وَإِسْمَاعِيل عَن عباد)

فَقَالَ صَاحب التَّرْجَمَة

(لقد ورث الوزارة عَن سعيد ... علي بعد أَحْمد خير مانح)

(بتلقين وَإسْنَاد صَحِيح ... تسلسل عَن سعيد ثمَّ رَاجِح)

وَمن شعره في مدحه

(مالى وللبين أصلي مهجتي لهبا ... وزادني مَعَ هيامي في الْهوى وصبا)

(وهيج الشوق برق الْغَوْر حِين شرى ... فَبَاعَ جفني الْكرَى مسترخصا وصبا)

وَمِنْهَا

(قلب يذوب وأكباد مفتة ... وأعين دمعها مازال منسكبا)

(كَأَنَّهُ وابل جاد الْوَزير بِهِ ... من أنمل للعطايا تمطر الذهبا)

<<  <  ج: ص:  >  >>