القادم بالجيوش سعود بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن سعود ثمَّ مَاتَ عبد الْعَزِيز وَصَارَ الْأَمر بعده إِلَى وَلَده سعود وَمَا زَالَ يأتي لِلْحَجِّ في كل عَام إِلَى سنة ١٢١٨ فَخرج باشة مصر الباشا مُحَمَّد علي بِجُنُود متكاثرة وَاسْتولى على مَكَّة وَالْمَدينَة عَن مواطأة بَينه وَبَين الشريف غَالب ثمَّ لما اسْتَقر بِمَكَّة قبض على الشريف غَالب وَاسْتولى على جَمِيع أملاكه وذخائره وهي كَثِيرَة جداً وأرسله في سفينة هُوَ وخواص أَهله إِلَى الروم
وَالله أعلم مَا كَانَ آخر أمره فَإِنَّهُ لم يبغلنا لى الْآن خبر صَحِيح مِمَّا كَانَ من أمره بعد إخراجه من مَكَّة وإدخاله إِلَى تِلْكَ الديار
والباشا مُحَمَّد علي مُسْتَقر في مَكَّة وَجدّة إِلَى الْآن وهي سنة ١٢٢٩ وَالْحَرب بَينه وَبَين أهل نجد مستمرة وَمَات فِي هَذَا الْعَام أمير الْعَرَب صَاحب نجد وَهُوَ سعود بن عبد الْعَزِيز وَقَامَ مقَامه وَلَده عبد الله بن سعود وَمَا زَالَ يُجهز الْجند إِلَى مَكَّة وَمن بهَا وَالْحَرب بَينهم سِجَال
حرف الْفَاء
الشَّرِيفَة فَاطِمَة بنت الإِمَام الْمهْدي أَحْمد بن يحيى
الْمُتَقَدّم ذكره هي مَشْهُورَة بِالْعلمِ وَلها مَعَ والدها مراجعات فى مسَائِل كمسئلة الخضاب بالعصفر فإنه قَالَ إن فَاطِمَة ترجع إِلَى نَفسهَا في استنباط الْأَحْكَام وَهَذِه الْمقَالة تدل على أَنَّهَا كَانَت مبرزة في الْعلم فَإِن الإِمَام لَا يَقُول مثل هَذِه الْمقَالة إِلَّا لمن هُوَ حقيق بهَا وَكَانَ زَوجهَا الإِمَام المطهر يرجع إِلَيْهَا فِيمَا يشكل عَلَيْهِ من مسَائِل وَإِذا ضايقه التلامذة فِي بحث دخل إِلَيْهَا فتفيده الصَّوَاب فَيخرج بذلك إِلَيْهِم فَيَقُولُونَ لَيْسَ هَذَا مِنْك هُوَ