للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الديار المصرية وَأَنه لم يبْق إِلَّا التَّقْلِيد والتصوف

مُحَمَّد الكردي أحد طلبة الْعلم القادمين إِلَى مَدِينَة صنعاء

وَأَصله من الكرد وهي قرى مجاورة لبغداد خرج من بِلَاده لطلب الْعلم وتنقل فِي الْبلدَانِ وَذكر لنا أَن بَغْدَاد وَمَا حولهَا من الْبِلَاد قد صَار أَكثر أَهلهَا رافضة من روافض الإمامية وَكَذَلِكَ غَالب بِلَاد خُرَاسَان وَحكى لنا أَن أَكثر النَّاس اشتغالا بِالْعلمِ أهل أصفهان وَلَكِن غَالب اشتغالهم بعلوم الْعقل وَفِيهِمْ رافضة يجري بَينهم وَبَين غَيرهم فتن عَظِيمَة وَكَانَ قدومه إِلَى صنعاء فِي أَوَائِل الْقرن الثَّالِث عشر وَقدم مَعَه بكتب من أحْسنهَا رِسَالَة فِي علم المناظرة طَوِيلَة جدا بِالنِّسْبَةِ إِلَى آدَاب الْبَحْث العضدية وَلها شرح نَفِيس مُفِيد فِي كراريس وَسَأَلته عَن مؤلف تِلْكَ الرسَالَة وَشَرحهَا فَقَالَ هي مَعْرُوفَة فِي بِلَاد الْهِنْد وَغَيرهَا بمناظرة يُوسُف فَسَأَلته عَن يُوسُف هَذَا ابْن من هُوَ وَفِي أي زمَان هُوَ فَقَالَ لَا يدرى وَقد طلب مني الْقِرَاءَة فِي تِلْكَ الرسَالَة وَشَرحهَا فَقَالَ لَهُ هَذِه الرسَالَة لم يقف عَلَيْهَا إِلَّا مِنْك فَكيف تأخذها عَنى فَقَالَ لابد من ذَلِك فقرأها علي وَقد كتبهَا جمَاعَة من أَعْيَان عُلَمَاء الْعَصْر وَكثير من الطّلبَة وهي من أنفس المؤلفات وأكثرها فَوَائِد وَلَا يَنْبَغِي لطَالب علم بعد وُقُوفه عَلَيْهَا أَن يشْتَغل بآداب الْبَحْث وشروحها فَإِنَّهَا لَيست بشئ بِالنِّسْبَةِ إِلَى تِلْكَ الرسَالَة وَشَرحهَا وَكَانَ عمر صَاحب التَّرْجَمَة عِنْد قدومه إِلَى صنعاء نَحْو أَرْبَعِينَ سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>