ولد فِي شهر سنة ١١٩٤ أَربع وَتِسْعين وَمِائَة وَألف واشتغل بِطَلَب عُلُوم الِاجْتِهَاد على جمَاعَة من عُلَمَاء الْعَصْر كالسيد الْعَلامَة الْحسن ابْن يحيى الكبسي وَالْقَاضِي الْعَلامَة عبد الله بن مُحَمَّد مشحم وَالسَّيِّد الْعَلامَة إِبْرَاهِيم بن عبد الْقَادِر بن أَحْمد وَغير هَؤُلَاءِ من المدرسين وبرع فِي الْعُلُوم الاجتهادية وَصَارَ فِي عداد من يعْمل بِالدَّلِيلِ وَلَا يعرج على القال والقيل وَبلغ فِي المعارف إِلَى مَكَان جليل وَقد أَخذ عَنى من جملَة الطّلبَة وَهُوَ قوي الذِّهْن سريع الْفَهم جيد الْإِدْرَاك ثاقب النظر يقل وجود نَظِيره فِي هَذَا الْعَصْر مَعَ تواضع وإعراض عَن الدُّنْيَا وَعدم اشْتِغَال بِمَا يشْتَغل بِهِ من هُوَ دونه بمراحل من تَحْسِين الْهَيْئَة وَلَيْسَ مَا يشابه المتظهر بِالْعلمِ كثر الله فَوَائده ونفع بِعُلُومِهِ
وَهُوَ يزْدَاد من المعارف العلمية فِي كل وَقت وَقد سمع علي غَالب الْأُمَّهَات السِّت وَفِي الْعَضُد وحواشيه والمطول وحواشيه والكشاف وحواشيه وَغير هَذِه الْكتب وَسمع مني أَكثر مصنفاتي وَكثر اشْتِغَاله بِعلم الحَدِيث وَرِجَاله حَتَّى صَار الْآن من أعظم رجال هَذَا الشَّأْن وَله مُصَنف على سنَن ابْن مَاجَه جعله أَولا كالتخريج ثمَّ جَاوز ذَلِك إِلَى شرح الْكتاب وَهُوَ إِلَى الْآن فِي عمله وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ قَلِيل النظير فِي مَجْمُوعه وَكَثْرَة فنونه وإتقانه