مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الحرازي ابْن شَيخنَا الْمُتَقَدّمَة تَرْجَمته
ولد سنة ١١٩٤ أَربع وَتِسْعين وَمِائَة وَألف بِصَنْعَاء وَقَرَأَ فِي علم الْفِقْه على مَشَايِخ الْفُرُوع واستفاد فِي ذَلِك وَقَرَأَ علي فِي كتب الحَدِيث وَفِي النَّحْو وَالتَّفْسِير وَهُوَ حسن الْأَخْلَاق كريم الأعراق كثير الْخَيْر جيد الْإِدْرَاك قوي الْعقل وَلما توفي وَالِده رَحمَه الله خضت مَعَ الإِمَام المتَوَكل رَحمَه الله أَن يقيمه مقَامه فِي جَمِيع مَا كَانَ إِلَيْهِ من الْقَضَاء والتوسط على بيُوت من بيُوت آل الإِمَام فَثَبت فِي ذَلِك أحسن ثُبُوت وَأقَام بِهِ أتم قيام وَفِي سنة ١٢٣٤ لما وصلت التّرْك إِلَى تهَامَة واستولوا على مَا كَانَ بيد الْأَشْرَاف وَوصل من باشة الْجَيْش الرومي وَهُوَ الباشا خَلِيل أَنه يصل إِلَيْهِ رجل مركون من حَضْرَة الْخَلِيفَة ليعرفه بِمَا لَدَيْهِ فَوَقَعت الْمُفَاوضَة بيني وَبَين مَوْلَانَا الإِمَام المهدي حفظه الله على نُفُوذ صَاحب التَّرْجَمَة فنفذ مَعَ الرُّسُل الواصلين من جِهَة الباشا وَنفذ مَعَه جمَاعَة وَوصل إِلَى الباشا خَلِيل إِلَى أَبى عَرِيش وَعَاد وَمَعَهُ جمَاعَة من الأتراك إِلَى صنعاء ثمَّ رَجَعَ مرة أُخْرَى ثمَّ فصل الْخَوْض بَين مَوْلَانَا الإِمَام وَبَين الباشا على إرجاع الْبِلَاد وَقد أوضحت ذَلِك فِي تَرْجَمَة الآغا يُوسُف الَّتِى ستأتي ان شَاءَ الله وأشرت إِلَى شئ من ذَلِك فِي تَرْجَمَة وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة
وَالْحَاصِل إن صَاحب التَّرْجَمَة يقل نَظِيره فِي مَجْمُوعه وَقد ظهر كَمَاله وَحسن رَأْيه وجودة تَدْبيره فِي هَذِه المراسلة الْمَذْكُورَة