وَرغب الطّلبَة إِلَيْهِ وَقصد بالفتاوى وَكتب على عُمْدَة السالك لِابْنِ النَّقِيب شرحا سَمَّاهُ تسهيل المسالك إِلَى عُمْدَة السالك فِي مُجَلد وَشرح الْإِرْشَاد لِابْنِ المقري فِي أَربع مجلدات وَشرح شذور الذَّهَب شرحا مطولا وشرحا مُخْتَصرا وَشرح الهمزية شرحين أحدهما مطول سمي أحدهما خير الْقرى فِي شرح أم الْقرى وَكَانَ متواضعا ممتهنا لنَفسِهِ غير متأنق فِي شئ وَقد عكف عَلَيْهِ الطّلبَة وتنافسوا فِي الْأَخْذ عَنهُ وتجرأ عَلَيْهِ بعض أهل الْعلم وصنف كتابا سَمَّاهُ اللَّفْظ الجوهري فِي بَيَان غلط الجوجري وانتدب بعض تلامذة صَاحب التَّرْجَمَة فَرد عَلَيْهِ وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثاني عشر رَجَب سنة ٨٨٩ تسع وَثَمَانِينَ وثمان مائَة بِمصْر
مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الحميد بن مَسْعُود الْكَمَال ابْن الْهمام السيواسي الأَصْل ثمَّ القاهري الحنفي
ولد سنة ٧٩٠ تسعين وَسَبْعمائة وَقدم الْقَاهِرَة صَغِيرا وَحفظ عدَّة من المختصرات وعرضها على شُيُوخ عصره ثمَّ شرع فِي الطلب فَقَرَأَ على بعض أهل بَلَده بعد أَن عَاد إليها ثمَّ رَجَعَ الى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على الْعِزّ ابْن عبد السَّلَام والبساطي والشمني والجلال الهندي والولي العراقى والعز ابْن جمَاعَة وسافر إِلَى الْقُدس وَقَرَأَ على علمائه وَسمع من جمَاعَة كالحافظ بن حجر وَغَيره وَلم يكثر من علم الرِّوَايَة وتبحر فِي غَيره من الْعُلُوم وفَاق الأقران وأشير إِلَيْهِ بِالْفَضْلِ التَّام حَتَّى قَالَ بَعضهم فِي حَقه لَو طلبت حجج الدَّين مَا كَانَ فِي بلدنا من يقوم بهَا غَيره