وأضيفت إِلَيْهِ سَائِر بِلَاد الْحجاز ليستنيب من يختاره ودعي لَهُ على مِنْبَر مَكَّة وَالْمَدينَة وَكَانَ يغزوا إِلَى ديار من يُخَالِفهُ فيحيط بِهِ وَكَذَا أطاعه صَاحب جازان وَقد أثنى عَلَيْهِ السخاوي كثيرا لِأَنَّهُ كَانَ معاصرا لَهُ وَوَصفه بِالْعقلِ والفهم والتواضع وَحسن الشكالة والمداومة على الْجَمَاعَات والسكون وكف الأتباع عَن الرعية وَعدم الطمع فِي أَمْوَالهم بمالم يسمع بِمثلِهِ فِي دولة من قبله وَاسْتمرّ على ولَايَته حَتَّى مَاتَ فِي الحادي وَالْعِشْرين من محرم سنة ٩٠٣ ثَلَاث وَتِسْعمِائَة وَخلف من الْأَوْلَاد ذُكُورا وإناثا نَحْو الْأَرْبَعين
السُّلْطَان مُحَمَّد خَان ين بايزيد بن مرداخان بن أورخان الْغَازِي ابْن عُثْمَان الغازي سُلْطَان الروم وَابْن سلاطينها
ولد سنة ٧٧٧ سبع وَسبعين وَسَبْعمائة وَصَارَت إِلَيْهِ السلطنة بعد موت أَبِيه فِي سنة ٨١٦ وَكَانَ شجاعاً مقداماً مُجَاهدًا فِي سَبِيل الله افْتتح فِي دولته عدَّة مَوَاضِع من بِلَاد الإفرنح وَعمر فِي بِلَاد الرّوم عماير كَثِيرَة مدارس ومساجد وَهُوَ أول من عمل الصرة لأهل الْحَرَمَيْنِ من آل عُثْمَان فَصَارَ ذَلِك مستمرا وَهَذِه منقبة عَظِيمَة وَكَانَ مُعظما للْعُلَمَاء عَارِفًا بدرجاتهم منعما عَلَيْهِم بالمقررات الواسعة مُرَتبا لَهُم فِي مدارس الروم مبالغا فِي استجلاب خواطرهم حَتَّى كَأَنَّهُ أحدهم وَإِذا سمع بعالم فِي جِهَة من الْجِهَات كَاتبه ورغبه فِي الْقدوم عَلَيْهِ وأجرى لَهُ من النَّفَقَات مَا يَكْفِيهِ بعضه وَكَانَ يقْرَأ على أكَابِر الْعلمَاء وَيَأْخُذ عَن كل عَالم فِي علمه ويتناظرون بَين يَدَيْهِ
وَقد حكى صَاحب الشقائق النعمانية من أفضاله على الْعلمَاء وتعظيمه لَهُم مَا يتعجب النَّاظر فِيهِ وَمَات فِي سنة ٨٢٥ خمس وَعشْرين وثمان مائَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute