(وَقضى الصُّبْح وَالْآصَال نوحا ... فَتى وفتى غبوقاً واصطباحا)
(وميزان الزَّمَان بكفتيه ... ترى جد الْعَجَائِب والمزاحا)
(يقرب هازلا ويزيح جدا ... وَكم عكس المقرب والمزاحا)
(وَكم يأسوا بِوَزْن رَاجِح كي ... يُوفى من يزين لَهُ جراحا)
(وَكم دَار الزَّمَان فراح يسقي ... بكاسيه الورى صابا وراحا)
(وَكم أعطى فَتى من بعد سلب ... وَكم سلب الْعَطِيَّة إِذْ أتاحا)
(وَكم سهم يريش وَرب طير ... لَهُ قد بَات يسلبه الجناحا)
وَكم رقى إِلَى العلياء ندبا ... وَآخر من شواهقها أطاحا)
(وَكم قد أخرس المنطيق يَوْمًا ... وَأعْطى الخرس أَلْسِنَة فصاحا)
(وَكم من حِكْمَة خفيت علينا ... وَأُخْرَى وَجههَا الوضاح لاحا)
(وَكم أَمر نشاهده فَسَادًا ... وَذَاكَ فَسَاده كَانَ الصلاحا)
(وَكم ضَاقَ الْفَتى بالخطب ذرعا ... وطى مضيقعه لقى الفساحا)
فَلَو لم يكن لَهُ إِلَّا هَذِه القصيدة بل لَو لم يكن لَهُ إِلَّا بعض أبياتها لَكَانَ ذَلِك مُوجبا لعلو طبقته وَكَانَ مَوته رَابِع شهر محرم سنة ١٢٠٧ سبع وَمِائَتَيْنِ وَألف
مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن دغرة بن زهرَة الشَّمْس الدمشقي الطرابلسي الشافعي
الْمَعْرُوف بِابْن زهرَة بِضَم الزاى
ولد سنة ٧٥٨ ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بطرابلس فحفظ مختصرات وتفقه بِابْن قاضي شُهْبَة والشرف الغزي وَدخل الْقَاهِرَة فلقي البلقيني وَأخذ الْأُصُول عَن الشهَاب الزهري وَغَيره وَسمع من جمَاعَة كَابْن صديق والكمال بن النحاس وتصدر بالجامع