أَحَق بذلك ودافع العبادي عَن الْجُلُوس فَوْقه فَترك الْعَبَّادِيّ جِهَته وَجلسَ فِي جهة أُخْرَى كَمَا أَن العبادي دَافع التقى الحصني فحبذه التقي وَجلسَ مَكَانَهُ فأعجب لمثل هَذِه الْأَفْعَال من أهل الْعلم وَمَات صَاحب التَّرْجَمَة يَوْم الْخَمِيس منتصف ربيع الآخر سنة ٨٩١ إِحْدَى وَتِسْعين وثمان مائَة
مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن احْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن الْحسن بن علي بن إِبْرَاهِيم بن على بن احْمَد ابْن دلف ابْن أَبى دلف العجلي القزويني
جلال الدَّين مؤلف تَلْخِيص الْمِفْتَاح الذي شَرحه السعد بالمختصر والمطول وَشَرحه جمَاعَة من الْعلمَاء ولد سنة ٦٦٦ سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَسكن الروم مَعَ وَالِده وأخيه واشتغل وتفقه حَتَّى ولي الْقَضَاء بالروم وَهُوَ دون الْعشْرين ثمَّ قدم دمشق وَسمع من جمَاعَة من أَهلهَا واشتغل فِي الْفُنُون وأتقن الْأُصُول والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَكَانَ فهما ذكيا فصيحا مفوها حسن الْإِيرَاد جميل المعاشرة وَلما ولي أَخُوهُ قَضَاء دمشق نَاب عَنهُ ثمَّ عَن ابْن صصري ثمَّ طلبه النَّاصِر وشافهه بِقَضَاء الشَّام فِي سنة ٧٢٤ وَكَانَ قدومه على النَّاصِر فِي يَوْم الْجُمُعَة فاتفق أَنه اجْتمع بالناصر سَاعَة وُصُوله فَأمره أَن يخْطب بِجَامِع القلعة فَفعل ثمَّ لما فرغ فَقبل يَد السُّلْطَان وَاعْتذر بِأَنَّهُ على أثر السفر وَلم يكن يظنّ أَن السُّلْطَان يَأْمُرهُ بالخطابة فشكره السُّلْطَان وَسَأَلَهُ كم عَلَيْهِ من الدَّين فَقَالَ ثَلَاثُونَ ألفا فَأمر بوفائها عَنهُ فاستقر فِي قَضَاء الشَّام حَتَّى استدعي فِي سنة ٧٢٧ وَولى قَضَاء الديار المصرية وَكَانَ جوادا ممدحا كثير الْبر وَالْإِحْسَان وَعظم قدره فِي ولَايَته بالديار المصرية فَكَانَ السُّلْطَان لَا يرد لَهُ شَفَاعَة وَكَانَ أَوْلَاده يسرفون فِي الرِّشْوَة ومعاشرة