صنعاء فَوجدَ أهل صنعاء فِي صَلَاة الْجُمُعَة وَقد كَانَت وَقعت الْمُبَايعَة بِاللَّيْلِ لولد الْأَمَام النَّاصِر وَهُوَ الامام الْمَنْصُور على بن صَلَاح الدَّين فَلَمَّا بَلغهُمْ ذَلِك انزعجوا وَجعلُوا مخرجهم من الْجَامِع الى حِصَار بَيت بوس فأحاطوا بِهِ وَوَقع الْقِتَال فَقتل من أهل بَيت بوس نَحْو عشرَة وَمن جَيش الْمَنْصُور علي بن صَلَاح قدر خمسين في ثَلَاثَة عشر يَوْمًا ثمَّ وَقع الصُّلْح بَين الْجَمِيع على أَن يرجِعوا إِلَى مَا يَقُوله الْعلمَاء وَرَجَعُوا جَمِيعًا إِلَى صنعاء وَمَعَهُمْ صَاحب التَّرْجَمَة فَلَمَّا وصلوا إلى صنعاء لم يحصل مِنْهُم الْوَفَاء بِمَا وَقع عَلَيْهِ التصالح فَرجع من نَاحيَة بَاب شعوب هُوَ وَسَبْعَة أَنْفَار فِي اللَّيْل ووصلوا إِلَى بني شهَاب فَأَجَابُوا دَعوته وامتثلوا أمره وَمَضَت أوامره هُنَالك وَجَرت أحكامه فَأخْرج الْمَنْصُور إلى قِتَاله بعض المقدمين من أمرائه فَكَانَ النَّصْر لصَاحب التَّرْجَمَة ثمَّ اسْتخْلف على جِهَات أنس السَّيِّد علي بن أَبى الْفَضَائِل وعزم ووصلته الْكتب من أهل الْجِهَات الْعليا وَمن الأشراف آل يحيى وَأهل الظَّاهِر واستدعوه للنهوض إِلَى صعده فَمَا وصل إلى محيب من جِهَة نَاحيَة حُضُور لقِيه الْعلمَاء والقبائل ثمَّ وصلته رسل الْأُمَرَاء بني تَاج الدَّين أهل الطَّوِيلَة وكوكبان فَتقدم الى الطَّوِيلَة وصلحت جَمِيع تِلْكَ الْجِهَات وَدخلت تَحت طَاعَته فَلَمَّا علم الْمَنْصُور وأمراؤه بذلك خَافُوا مِنْهُ على صعده فراسلوا السَّيِّد علي بن أَبى الْفَضَائِل بأنهم لَا يُرِيدُونَ إلا الْحق وَأَنَّهُمْ مَعَ اخْتِلَاف الْكَلِمَة يخَافُونَ على الْبِلَاد من سُلْطَان الْيمن وعرفوه أَنه يسترجع الإمام فوصلت إليه كتب السَّيِّد يستنهضه ويحرج عَلَيْهِ بأنه لَا يجوز التَّأَخُّر سَاعَة وَاحِدَة فَرجع فَلم يَقع الْوَفَاء بِمَا وعده الْمَنْصُور فأقام الإمام فِي رصابه ثمَّ خرج جَيش من صنعاء من جَيش الْمَنْصُور على