وفي مغني اللبيب وفي شرح غَايَة السؤل وفي شرح مُخْتَصر الْمُنْتَهى للعضد وَرغب بعد أَن طلب الْعلم في سُكُون وطنهم الأصلي وَهُوَ بِلَاد عمار فعزم إليها وَسكن فِيهَا وَهُوَ الآن هُنَالك وَله نظم جيد فَمِنْهُ مَا كتبه إلي يطْلب الْقِرَاءَة علي في شرح الْغَايَة بعد ان فرغ من قرائتها على الْعَلامَة أَحْمد بن عبد الله الضّمدي الْمُتَقَدّم ذكره وَهُوَ
(مولَايَ عز الْهدى والفرد فى مَلأ ... لم يعرفوا الْفرق بَين الشّعْر وَالشعر)
(وَمن إذا جال فِي الأنظار ناظره ... جَلَاله الْفِكر مَا أغْنى عَن النظر)
(عَلامَة الْعَصْر والفرد الَّذِي جمعت ... لَهُ المحاسن جمعا عير منكسر)
(إن الصفي ابْن عبد الله من بلغت ... بِهِ لعلوم إلى الغايات في الْبشر)
(بُلُوغ مَا رام يَا بدر التَّمام لَهُ ... قد تمّ مِنْك وَحَازَ الْفَوْز بالظفر)
(فامنح بِفَضْلِك هَذَا الدول طَالبه ... لَا زلت مَطْلُوب فضل غير معتذر)
(وَهَا هُوَ الْآن من صنعاء مرتحل ... وَمن أَقَامَ فَهُوَ مِنْهَا على سفر)
فأجبت عَلَيْهِ بقولي
(صغت الدراري أم عقد من الدُّرَر ... يَا أوحد الْعَصْر بَين البدو والحضر)
(لَا زلت ترقى عروجاً للكمال وَلَا ... بَرحت تطرب سمع الدَّهْر بالفقر)
(فالحال مَا حَال والعهد الْقَدِيم هُوَ الْعَهْد ... الْقَدِيم وَلَا عهد لمبتكر)
(لَا تحسب الدَّرْس متروكاً وَأَنت على ... نِهَايَة الْجد والتحصيل للوطر)
(من كَانَ غَايَة سؤلي كَيفَ أمْنَعهُ ... مِنْهَا وأحجب عَنهُ نخبة الْفِكر)
(ودمت تحيي ربوع الْعلم مَا صدحت ... وَرقا على فنن لدن من الشجر)
وَكَانَ موت صَاحب التَّرْجَمَة رَحمَه الله فى سنة ١٢٢٥ خمس وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وألف بِبِلَاد عمار