ذَلِك وَكنت مَعَه وَاسْتولى على كوكبان وبلادها وَبَقينَا في حصن كوكبان نَحْو ثَلَاثَة أشهر وَكنت قد نصحت الإمام بترك هَذِه الْغَزْوَة وأنه لَا سَبَب شَرْعِي يقتضي ذَلِك فصمم وَلم يقبل ثمَّ رَجَعَ صنعاء وَأدْخل مَعَه صَاحب التَّرْجَمَة وَجَمِيع أَعْيَان آل الإمام شرف الدَّين وَلم يبْق إِلَّا الْأَقَل مِنْهُم فِي تِلْكَ الْجِهَة وَجعل للبلاد الكوكبانية والياً وَجعل صُورَة الْولَايَة لوَاحِد من أهل كوكبان وَهُوَ السَّيِّد حُسَيْن بن علي بن مُحَمَّد بن علي وَلم يكن لَهُ من الْأَمر شئ إلا مُجَرّد الصُّورَة فَقَط ثمَّ اسْتمرّ بَقَاء صَاحب التَّرْجَمَة وَبَعض الداخلين مَعَ الإمام في صنعاء سنة كَامِلَة وَزِيَادَة أَيَّام يسيرَة وَأذن الإمام حفظه الله برجوعهم بِلَادهمْ وفوض أمرهَا إِلَى صَاحب التَّرْجَمَة كَمَا كَانَت قبل ذَلِك وَهُوَ الآن مُسْتَمر على ولَايَته وَعند الِاجْتِمَاع بِهِ فى كثير من الْأَوْقَات لَا سِيمَا بعد دُخُوله صنعاء فِي الحضرة الإمامية وجدت فِيهِ من الظرافة واللطافة وَحسن المحاضرة وَجَمِيل المعاشرة وَقُوَّة الدَّين وَكَثْرَة الْعِبَادَة مَا يفوق الْوَصْف وَمَا زلت أعول على مَوْلَانَا الإمام حفظ الله بإرجاعه بِلَاده على مَا كَانَ عَلَيْهِ وَكَثُرت فِي ذَلِك حَتَّى ألهمه الله إِلَى ذَلِك فَللَّه الْحَمد ثمَّ في سنة ١٢٣٣ غزا الْبِلَاد الكوكبانية مَوْلَانَا الامام المهدى ابْن الامام المتَوَكل وَوَقعت حروب طَوِيلَة بَينه وَبَين سيدي شرف الدَّين صَاحب كوكبان ثمَّ رَجَعَ الإمام بعد أَن حاصر كوكبان ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا وأمرني بِالْبَقَاءِ فِي شبام لتَمام الصُّلْح فَبَقيت هُنَالك ثمَّ تمّ الصُّلْح على يدي وَرجعت إِلَى صنعاء وَمَعِي سيدي عبد الله بن شرف الدَّين وسيدي أَحْمد بن عَبَّاس بن إبراهيم فِي أهبة لَهما كَبِيرَة وجيش وخيل